فهرس خطب الجمعة عام 2001

خطبة الجمعة بتاريخ 24-08-2001

نص الكلمة التي ألقاها الاستاذ بتاريخ 24 أغسطس 2001 م

الخطبة الدينية : مسئوليات المجتمع المسلم
الخطبة السياسية : الإصلاحات وأثرها على الإنجازات الرياضية – مشكلة البطالة – قضية البحرينيين البدون في إيران
( المنتخب البحريني كان يلعب بروح معنوية جديدة اكتسبها في ظل الإصلاحات ولا خاسر في ظل هذه الإصلاحات )
( اهتموا ببناء وتطوير أنفسكم أكثر من اهتمامكم بانتقاد الآخرين )
( أمريكا ذات التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل والتي تصب كل قوتها وسياستها الخارجية لتقوية إسرائيل وإضعاف العرب يطلب منها العرب حل المشكلة الداخلية وإيجاد حل عادل لقضية فلسطين )
( أرجو وأتمنى على سمو الأمير حفظه الله تعالى حل مشكلة البطالة من خلال القطاع الحكومي )

أعوذ بالله السميع العليم من شر نفسي و من سوء عملي و من شر الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، اللهم صل على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ، ومن اتبعه بإحسان إلى قيام الدين ، السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام على فاطمة الزهراء سيدتي وسيدة نساء العالمين ، السلام على خديجة الكبرى ، السلام على الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، السلام على جميع الأوصياء مصابيح الدجى ، وأعلام الهدى ، ومنار التقى ، والعروة الوثقى ، والحبل المتين ، والصراط المستقيم ، السلام على الخلف الصالح الحجة بن الحسن العسكري روحي وأرواح المؤمنين لتراب مقدمه الفداء ، السلام على العلماء والشهداء ، السلام على شهداء الانتفاضة ، السلام عليكم أيها الأحبة .. أيها الأخوة والأخوات في الله ورحمة الله وبركاته .

قال تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ، لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ” صدق الله العلي العظيم .
ينقسم البحث في الآية إلى قسمين :-
أولا : البحث على مستوى الفردي .
ثانيا : البحث على المستوى الاجتماعي .

طريق المؤمن في الحياة

قوله تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا ” فيه خطاب من الله جل جلاله للمؤمنين ، حيث قال ” يا أيها الذين آمنوا ” ولم يقل يا أيها الناس ، فالخطاب خاص وموجه للمؤمنين ، ومعنى ذلك أن الآية تتناول شأنا داخليا من شؤون المؤمنين وليس شأنا عاما ، ” عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ” . إن أول ما ينبغي الالتفات إليه أن الآية تقرر بأن الله جل جلاله حينما خلق الإنسان اختط له خطا في الحياة ، وجعل له طريقا في الحياة ، وجعل لهذا الطريق زادا أو مؤنة ، وجعل لهذا الطريق غاية ، وجعل له منتهى .. أما الطريق فهو الإسلام والإيمان ، وأما الزاد فهو التقوى والعمل الصالح ، وأما الغاية فهي سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة ، وأما المنتهى فهو الله ، وتقرر الآية بأن الإنسان إذا اتبع هذا الطريق .. إذا عرف هذا الطريق وسار فيه فهو المهتدي وأن مصيره إلى الخير والسعادة ، وأنه سوف يلاقي الله عز وجل فيثيبه الجنة ، وإذا خالف الإنسان هذا الطريق فقد ضل ومصيره الخسران والشقاء ، وأنه سوف يلاقي الله عز وجل فيحاسبه ويعاقبه بالنار ، فقوله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ” أي احفظوها من أن تزل وتخرج عن الصراط المستقيم ، لأن أول مسئولية يتحملها الإنسان هو معرفة طريقه في الحياة ، وأن يتمسك به ويلازمه ولا يغادره تحت أي ظرف ، .. ” عليكم أنفسكم ” كملوها بالعلم والعمل .. ” عليكم أنفسكم ” زكوها وطهروها من المعاصي والذنوب .. ” وتزودوا فإن خير الزاد – في هذا الطريق- التقوى ” .. ” عليكم أنفسكم ” حاسبوها وراقبوها .. حاسبوا أنفسكم في الأفكار والمشاعر .. وحاسبوا أنفسكم في الأقوال والأفعال ، فالآية تحمل كل إنسان مسئولية خاصة عن نفسه ، لأن الإنسان يجب أن يتحمل مسئوليته بصورة كاملة عن نفسه ، ويتحمل مسئولية كاملة في اختيار طريقه في الحياة ، ويتحمل مسئوليته الكاملة في بناء وتكميل وتطوير نفسه ، ويتحمل مسئوليته في تفقد طريقه في الحياة ، وتفقد أوضاعه أولا بأول ، فأول ما نلتفت له من سياق الآية هو هذه المسئولية الخاصة التي يتحملها كل إنسان عن نفسه ، ويتضح هذا المعنى بصورة أكبر إذا نظرنا إلى الآية السابقة لهذه الآية ، ” وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول ، قالوا : حسبنا ما وجدنا عليه آباؤنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون ” فهنا الآية تنتقد تقليد الآباء والأمهات .. تقليد المجتمع .. وتحث الإنسان المؤمن على أن يتحمل مسئولية نفسه ، وبالتالي فهناك حاجة ماسة إلى النقد ..

الحاجة إلى النقد

الإنسان لن يستطيع أن يتحمل مسئولية نفسه إلا إذا مارس النقد الموضوعي لكل ما هو على الساحة ليس في مجال العقيدة فحسب وإنما في مجال العمل والدعوة إلى الله أيضا ، وأن النقد يشمل المشروع ، ويشمل الشخصيات والرموز القيادية ، ويشمل الأساليب وكل شيء ، لأن الإنسان يجب أن يتحمل مسئوليته فيما يتعلق بالدعوة إلى الله ، هذا جزء من الهداية كما سوف يتضح في مستقبل الحديث ، وعليه أن يدقق في ما يتعلق بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انطلاقا من حاجته إلى النقد لكل من المشروع والرموز والأساليب ، لأن الإنسان لن يستطيع تحمل مسئولية نفسه ما لم يتحمل مسئولية النقد ، ” عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ” .. البعض قد يفهم خطأ من هذه الآية بأن الإنسان يجب أن يتحمل مسئولية نفسه ولا يهتم بشئون الآخرين كما هو متداول على ألسنة الناس ، وفي ذلك تقليل من أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والآية بعيدة كل البعد عن هذا الفهم .. الآية لا تقول لك تحمل مسئولية نفسك ودع الآخرين ، أو أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير واجب ، بل أن الآية على العكس من ذلك فيها تركيز وتعميق للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما سوف يتضح في مستقبل الحديث ، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة تماما مثل الصلاة والصيام ، وكما أن الإنسان ليس بوسعه أن يترك الصلاة والصيام والحج فليس بوسعه أن يترك فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكما أن الصلاة والصيام جزء من الهداية فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جزء من الهداية ، وقوله تعالى : ” لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ” لا يمكن أن يعني فيما يعني التخلي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنهما جزء من الهداية ، ففي تأكيد الله على الهداية تأكيد على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله عز وجل .. وتشير إلى الآية على المستوى الفردي فيما يتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى عدة نقاط :

لست مسئولا عن نتائج دعوتك

النقطة الأولى :أن الإنسان مسئول أمام الله عز وجل عن البحث عن أفضل السبل للدعوة إلى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكنه غير مسئول عن النتائج أو استجابة الطرف الآخر لذلك لأنها مسئولية الله عز وجل ومسئولية الطرف الآخر كما في قوله ” ليس عليك إلا البلاغ ” ، وكما أن الفقهاء يشيرون إلى عدم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع احتمال الضرر الشديد وفي هذه الحالة يسقط الوجوب ولكن لا يسقط الاستحباب ، وكما يسقط الوجوب ويبقى الاستحباب في حالة عدم التأثير على الطرف الآخر .
النقطة الثانية : أن الآية لا توجب على الإنسان المبالغة في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في قوله تعالى للرسول ” لا تذهب نفسك عليهم حسرات ” ، أي لا تهلك نفسك في هذه الدعوة فواجبك هو الدعوة إلى الله ، وواجبك أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتبحث عن أفضل والسائل في هذا الجانب ، لكن إذا لم يستجيبوا فليس من مسئوليتك عدم استجابتهم ، وفي ذلك نلحظ أكثر من آية قرآنية تخاطب الرسول بهذا الخطاب ومن هذا الآيات : ” ما أنت باخع نفسك ” أي مهلكها ، كما يدخل في سياق هذا المعنى قوله تعالى : ” ما أنت عليهم بوكيل ” وقوله تعالى : ” ما أنت عليهم بحفيظ ” ، أي لا تنصب نفسك وكيلا وحفيظ على الناس ، ولا تجبرهم على الاتباع والطاعة في علاقتهم مع الله ، وبالتالي فالآية ” عليكم أنفسكم ” تعني أن تتحمل مسئولية نفسك ولا تقلد الآخرين ، وتختار بمحض إرادتك طريقك في الحياة ، لكن ليس من حقك أن تجبر الآخرين بطريقك .. لا أبوك ولا ولدك ولا زوجتك أو أي إنسان آخر لأن لهم مسئولياتهم الخاصة ، وواجبك أن تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر وتدعوهم إلى الخير بالتي هي أحسن وكفى ، لأنك بهذا الجبر سلبته حقه في اختيار طريقه وتحمل مسئوليته في الحياة .

تحملوا مسئولياتكم كجماعة وكأمة وكأهل دين واحد

أما على المستوى الاجتماعي ، فالآية تحملنا مسئوليات ضخمة جدا .. جدا ، فـ” عليكم أنفسكم ” كجماعة .. كأمة .. كأهل دين واحد ، وفي الآيات “لا تقتلوا أنفسكم” أي لا يقتل بعضكم بعضا ، وكأن الآيات تقول لنا : تحملوا مسئولياتكم كجماعة .. كأمة .. كأهل دين واحد .. اختاروا طريقكم بدقة .. وحدوا كلمتكم .. رصوا صفوفكم .. إأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر فيما بينكم لكي تحافظوا على سلامة وقوة هذا الكيان .. احفظوا هذا الكيان مستقيما على الطريق .. احفظوا هذا الكيان قويا متماسكا متراصا .. وبعد ذلك ” لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ” .. إذا حافظتم على استقامتكم في الحياة كأمة وأهل دين .. إذا حافظتم على وحدة الكلمة ووحدة الصف .. وإذا تضامنتم فيما بينكم .. تناصحتم .. تناصرتم .. فلن يضركم عدوكم .. عدوكم يكون له سلطان وتأثير عليكم إذا لم تحافظوا على سلامة الطريق .. إذا لم تحافظوا على وحدة الصف ووحدة الكلمة .. إذا لم تتناصحوا وتتناصروا فيما بينكم ، كما توجهنا الآية القرآنية في علاقاتنا مع الآخرين – علاقة الجماعة المؤمنة مع الآخرين – تقول لهم : اهتموا بشئونكم الخاصة .. اهتموا ببناء وتطوير أنفسكم أكثر من اهتمامكم بانتقاد الآخرين .. لا يكن همك أن تتقصى عيوب وعثرات الآخرين .. وأن الذي ينفعك هو بناء وتطوير الذات وليس تقصي أخطاء وعثرات الآخرين ، ولكن لا بأس بمعرفة أخطاء الآخرين للاستفادة منها ثم لممارسة الهداية معهم ولكن ليس هذا هما للمؤمنين وإنما الهم الحقيقي هو بناء وتطوير الذات .

ابحثوا عن أسباب مشاكلكم في الداخل

ومن جانب آخر تشير الآيات إلى أن المشاكل حينما تواجه المؤمنين فيجب أن لا يبحثوا عن أسبابها في الخارج ، وإنما يبحثوا عن أسبابها في الداخل ، وقد بينت هذا البعد في مرات سابقة في شرح هذه الآية ” لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” .. لا نقل أن هناك مؤامرة تدار في الخارج .. ولنقل ما هي الأسباب الداخلية التي أوجدت هذه المشكلة .. ابحثوا عن الأسباب في الداخل وعالجوا الخلل في الداخل لأن التركيز على الخلل في الخارج فيه عجز عن مواجهة الخلل في الداخل أو عدم الرغبة في إصلاحه .. وهذا يعني بصورة أخرى عدم الاستعانة بالأعداء وتحميلهم مسئولية إصلاح أوضاعكم داخليا ، فقد تكون هناك مؤامرات ولكنها لن تجدي إذا لم تجد قابلية لتقبلها في الداخل ، لأنك إذا أصلحت الخلل الداخلي فلن يكون للمؤامرات تأثير عليك .

العرب تطلب الحل من أمريكا

وهذا يلقي الضوء على القضية الفلسطينية وتعويل العرب على أمريكا لإيجاد حل عادل لها ، وهو شيء يبعث على السخرية .. أمريكا ذات التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل والتي تصب كل قوتها وسياستها الخارجية لتقوية إسرائيل وإضعاف العرب يطلب منها العرب حل المشكلة الداخلية وإيجاد حل عادل لقضية فلسطين !!! ففي الوقت الذي يعاني منه العرب من حالة عجز تام لإيجاد فعل وعمل مؤثر يريدون أن يقنعوا أمريكا والكيان الصهيوني بأن يوجدا حلا للقضية الفلسطينية !!! السؤال هنا : هل هذا منطق عقلائي ؟!! ، فالآية مثلما تنبهنا إلى ضرورة بناء الذات بصفته محصنا من المؤامرات الخارجية ، وعدم التذرع بالمؤامرات الخارجية لتغطية الخلل في الداخل تنهبنا أيضا إلى عدم الاستعانة بالعدو ، لأن الاستعانة بالعدو هو طريق مؤكد للفشل.

بعد هذه الوقفة مع الآية أشير باختصار شديد إلى بعض القضايا في الساحة المحلية وأعتذر لكم عن التفصيل .

الروح المعنوية هي الأهم

في البداية أهنأ البحرين قيادة وحكومة وشعبا ، وأهنأ فريقنا الوطني والمؤسسة العامة للشباب والرياضة وبصورة خاصة الشيخ فواز بما تحقق من فوز منتخبنا على المنتخب العراقي في مباراة الأمس ، وأرى بأن أبرز شيء في نتيجة المباراة ” أهمية الروح المعنوية ” ، فالمنتخب البحريني كان يلعب بروح معنوية جديدة اكتسبها في ظل الإصلاحات ، وأن الفريق العراقي الذي كان في يوم من الأيام من أقوى فرق المنطقة لعب بروح معنوية منهكة وفي ظل الحصار المفروض على العراق وفي ظل معاناة العراق ، ورغم عدم اهتمامي الشديد بالرياضة ، فقد لاحظت من خلال المراقبة العامة بأن فرقنا الرياضية حققت نتائج إيجابية جدا بعد الإصلاحات السياسية في البلد ، حيث تحسن أداء الفرق وحققت مكاسب إيجابية بعد الإصلاحات ، وهذا يؤكد أهمية الإصلاحات السياسية في رفع الروح المعنوية والمحافظة على الاستقرار الأمني والسياسي ، وفي التلاحم الوطني ووحدة الصف الذي عبر عنه الحضور الجماهيري الواسع ، وفي التقدم والتطور في جميع مجالات الحياة ، وبالتالي فإن المزيد من الإصلاحات يعني المزيد من الروح المعنوية العالية والمزيد من الاستقرار الأمني والسياسي ، والمزيد من التلاحم الوطني ، والمزيد من التقدم والتطور في جميع مجالات الحياة .. لن يكون هناك خاسر من الإصلاحات السياسية وإنما الكل سوف يربح من هذه الإصلاحات .

قادر على حل المشكلة

القضية الثانية : هي مشكلة البطالة .. الأزمة الأولى التي هزت كيان البلد بدأت من وزارة العمل .. ولا يشك اثنان من العقلاء والمهتمين بالشأن العام بأن مشكلة البطالة تمثل خطرا حقيقيا على الحركة الإصلاحية المباركة في البلد ، وبالتالي فإن مشكلة البطالة كما تحتاج إلى حل استراتيجي بعيد المدى ، فهي تحتاج حل عاجل آني .. عاجل .. عاجل من أجل المحافظة على الحركة الإصلاحية ، وعدم تدمير المكاسب التي تحققت في هذه البلاد ، وأنا أرجو وأتمنى على سمو الأمير ( حفظه الله تعالى ) الذي أوجد هذه الحركة الإصلاحية وقادها وهو من أحرص الناس عليها أن يبادر ويتحرك لاحتواء المشكلة من خلال حل عاجل آني للمشكلة ، وأؤكد ثم أؤكد ثم أؤكد بأن القطاع الذي بإمكانه أن يحتوي المشكلة عاجلا هو القطاع العام .. القطاع الحكومي ، وهو القطاع الغائب حتى الآن عن تحمل مسئوليته بصورة جدية لاحتواء المشكلة وحلها .. من جهة ثانية .. قبل أن آتي للصلاة اتصل بي البعض تلفونيا ، وأخبروني بأن هناك منشورات تدعو للتجمع غدا في وزارة العمل ، ويتوقع الأشخاص وهم قريبين جدا من وزارة العمل بأن التجمع سوف يكون كبيرا ، وهناك خوف من أن يفلت زمام الأمر .. رأيي في التجمعات والمسيرات أبديته بوضوح في كلمات سابقة ، وأنا لا أريد أن أحرم الناس من حقهم في التعبير عن أنفسهم ، وحقهم في المطالبة بحقوقهم ، ولكن أنبه إلى أن يتحمل الجميع مسئوليته في الحفاظ على أمن واستقرار البلد .. يجب أن نتحمل هذه المسئولية ونعبر عن أنفسنا بصورة صحيحة وحضارية.

بمجيئهم يكتمل فرحنا الوطني

القضية الثالثة والأخيرة : قضية البدون في إيران .. هناك مكاسب كبيرة جدا تحققت في الإصلاحات من الإفراج عن المعتقلين والسماح للمبعدين بالعودة وإعطاء الجنسية لمن يعرفون بالبدون ، وكان الشعب يطالب بإعطاء الجنسية لهؤلاء لأنهم يستحقونها ولأنهم من أبناء البلد ، وأنبه إلى أن هناك عدد من أبنائنا ممن يعرفون بالبدون موجدين في إيران ، وحتى الآن لم تحل مشكلتهم ، وآباؤهم وأمهاتهم وإخوانهم وأقرباؤهم في البحرين ويحملون الجنسية البحرينية ، وسمو الأمير (حفظه الله تعالى) وعد بأن تحل مشكلة هؤلاء في موعد أقصاه شهر ديسمبر ، وأنا أتمنى على سمو الأمير حفظه الله ولأسباب إنسانية وللمحافظة على الفرح الوطني ووحدة الصف الوطني أن لا يأتي عيدنا الوطني إلا وقد حلت هذه المشكلة ، وأن بمجيئهم يكتمل فرحنا الوطني ونكون أكثر تلاحما وأكثر قوة في وحدتنا الوطنية .. أما فيما يتعلق بالمجلس الأعلى للمرأة فهو موضوع مهم ، وسوف يكون الحديث عنه في الأسبوع القادم .. أكتفي بهذا المقدار .. وأسأل الله لي ولكم التوفيق .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بتاريخ 5 جمادى الثاني 1422هـ الموافق 2001/8/24 م
في مسجد الشيخ خلف في قرية النويدرات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.