فهرس خطب الجمعة عام 2001

خطبة الجمعة بتاريخ 14-09-2001

نص الكلمة التي ألقاها الاستاذ بتاريخ 14 سبتمبر 2001 م

الخطبة الدينية : علاقة المجتمع المسلم مع الغير
الخطبة السياسية : جمعية الوفاق الوطني الإسلامية

( الهجمة الصحفية على جمعية الوفاق تعدت الهجوم والإساءة للمؤسسين لتسيء إلى الطائفة بأكملها )
( هل صحيح أن نصف الجمعيات بأنها طائفية إذا اهتمت بالشأن السياسي وأنها غير طائفية إذا لم تهتم به !!! )
( نحن نعتقد بأننا ظلمنا ، وأنه أسيء إلينا بغير حق ، ونتوقع من القيادة السياسية أن تنتصر لنا ، وأن تعطينا الفرصة للمشاركة في التنمية الشاملة في البلد من خلال رؤيتنا الإسلامية وفق مدرسة أهل البيت (ع) )
( هناك خياران : إما أن يبقى التيار الشيعي في الحالة الشعبية أو يصاغ في إطار مؤسساتي ، ولا نفكر في الأحزاب والعمل الحزبي الآن فهو متروك للبرلمان )
(نحن أردنا أن نستفيد من قناة المؤسسات التي فتحتها القيادة السياسية كغيرنا من التيارات)

( الجمعية جمعت جميع ألوان الطيف الشيعي في الوقت الذي عجزت عنه بقية التيارات مع أطيافها السياسية، كما أنها جمعت الكفاءات والطاقات من أكاديميين ورجال أعمال ومهنيين ، لخدمة المصالح الوطنية، وهذا أمر تشكر عليه ، وأعتقد أنه يسعد القيادة السياسية ، ويحقق المصلحة الوطنية )

أعوذ بالله السميع العليم من شر نفسي و من سوء عملي و من شر الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، اللهم صل على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ، السلام عليك يا رسول الله ، السلام على أمير المؤمنين ، السلام على فاطمة الزهراء سيدتي وسيدة نساء العالمين ، السلام على خديجة الكبرى ، السلام على الحسن والحسين ، السلام على جميع الأوصياء ، مصابيح الدجى ، وأعلام الهدى ، ومنار التقى ، والعروة الوثقى ، والحبل المتين والصراط المستقيم ، السلام على الخلف الصالح الحجة بن الحسن العسكري روحي وأرواح المؤمنين لتراب مقدمه الفداء ، السلام على العلماء والشهداء ، السلام على شهداء الانتفاضة ، السلام عليكم أيها الأحبة ، أيها الأخوة والأخوات في الله ورحمة الله وبركاته .

قال تعالى : ( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله فلهم البشرى ، فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب ) . صدق الله العلي العظيم .

من أطاع جبارا فقد عبده

(والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها) ، الطاغوت من الطغيان بمعنى الاعتداء وتجاوز الحدود ، فهو يشمل كل متعد وكل ما يعبد من دون الله كالأسماء والشيطان والحكام المتجبرين والقوى العظمى الظالمة ، واجتناب الطاغوت يشمل أيضا الابتعاد عن كل أشكال الشرك بالله من عبادة الأصنام ، واتباع الهوى ، وطاعة الشيطان ، وهو يشمل أيضا عدم الانصياع والاستسلام للحكام المتجبرين والقوى العظمى الظالمة تحت أي تأثير ،،، ( والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها ) .. العبادة ليست فقط الركوع والسجود وإنما تشمل الطاعة بكل أشكالها كما في الحديث عن الإمام الصادق (ع) : ” من أطاع جبارا فقد عبده ” .
(والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله) ، عادوا إلى الله .. توقفوا في مقام العبودية لله وحده لا شريك له ، ومكنوا منهجه وشريعته ، وفي هذه الآية نفي وإثبات .. النفي هو اجتناب الطاغوت ، والإثبات هو ( وأنابوا إلى الله ) كما في قوله تعالى : (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها) فلا يكفي الكفر بالطاغوت أو اجتنابه ، وإنما يجب أيضا الطاعة لله عز وجل ، والتمسك بمنهج الله في الحياة لأنها الصورة الكاملة للعبودية .

لهم البشرى

( لهم البشرى ) .. هؤلاء الذين يتصفون بهاتين الصفتين العظمتين الجملتين لهم البشرى من عند الله في الدنيا والآخرة ، والبشرى تشمل كل النعيم .. نعيم الدنيا ونعيم الآخرة .. النعم المادية والنعم المعنوية ، فهم يستحقون البشرى من الله .. يستحقون الرحمة ، ويستحقون الرضوان ، ويستحقون ثواب الدنيا ، ويستحقون الحفظ ، ويستحقون العناية من الله لهاتين الصفتين .

الروح النقدية

( فبشر عبادي ) ظاهر سياق هذه الآية أن تكون ” فبشرهم ” ولكنه قال : ” فبشر عبادي ” حيث نسبهم إلى نفسه تعظيما وتكريما وإجلالا لهم ليمهد لقوله تعالى : ” الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ” فهو من جهة رفع من منزلتهم ، ومن جهة أخرى أراد أن يقول : إن هؤلاء يتصفون بصفة عظيمة وجليلة عند الله – عز وجل – ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) ، ونستفيد من هذه الآية أن اجتنابهم للطاغوت وإنابتهم لله لأنهم يتصفون بروح نقدية ، وأنهم يتعاملون مع الحياة تعاملا مسئولا ، ويشعرون بالمسئولية الكبيرة تجاه الرأي وتجاه الموقف في الحياة ، وأنهم يرون بأن الحياة ليست عبثا ، وأن لها هدفا وغاية ، وأن للرأي والموقف قيمتان وجوديتان تتعلقان بمصير الإنسان في الدنيا والآخرة ، فاجتنابهم للطاغوت وإنابتهم لله ليست جزافا ، وإنما لأنهم يحملون روحا نقدية فيمحصون ويدققون ويبحثون على أساسها ، وهذه الآية تؤكد لنا أن هذه الصفة جزء من طباعهم لأنهم مطبعون عليها ولأنهم يستمعون القول ويتبعون أحسن القول ، والتأمل في هذه الآية يوصلنا إلى عدة نتائج :

لا عقدة تجاه الآخر

النتيجة الأولى : أن الإنسان المسلم الحقيقي هو الذي يتصف بهذه الصفات ، فيستمع القول ويتبع أحسنه لأنها من طبائعه الأساسية .
النتيجة الثانية : أن الإنسان المسلم الحقيقي ليست لديه أي عقدة تجاه الرأي الآخر ، فهو دائما يطلب الحق ويسعى إليه ويلتزم به ، فيتعامل بموضوعية مع كافة الآراء والتوجهات ، فيبحث عما في الرأي الآخر من صواب لأن هدفه أن يصيب الواقع ، وذلك نابع من مسئوليته التي تتطلب أن يبحث عن الحق ويلتزم به ، وهذه المسئولية لا تسمح له بأن يتعامل بعقد وحواجز مع الرأي الآخر ، وبالتالي فهذه الآية فيها تأكيد وتقرير لحرية الرأي والتعبير ، وتضيف إلى ذلك أن الإنسان المؤمن يجب أن يتعامل بمسئولية وموضوعية تجاه الرأي الآخر ، فيبحث عما قيل من حق فيعمل ويلتزم به ، على أنها تبين لنا أن القول هنا ليس الكلام الجميل والبليغ ، وإنما القول له علاقة والتزام بالناحية العملية بما يقربه للواقع وينفح على حياة الناس بالنفع والخير ، فالإنسان عليه مسئولية البحث عن مضمون القول ، فلا ينبهر بالقول وزخارف الكلام وإنما يبحث عن المضمون ، وما يحمله من نفع أو ضرر على حياة الإنسان .
عين الهداية

(أولئك الذين هداهم الله) : هذه الفقرة من الآية نستطيع أن نستنتج منها نتائج عدة :-
النتيجة الأولى : أن اسم الإشارة ” أولئك ” يبين لنا أن الذين هداهم الله هم الذين يتصفون بالصفات السابقة ، من اجتناب الطاغوت إلى الإنابة الله وبصورة خاصة قوله تعالى : ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) ، وفي ذلك إشادة كما في بعض التفاسير بمنزلتهم الرفيعة عند الله – عز وجل – .
النتيجة الثانية : أن صفة طلب الحق والسعي إليه والالتزام العملي به في الحياة هي عين الهداية في أسمى تجلياتها . إن هذه الهداية هي هداية إجمالية تنتهي إليها كل هداية تفصيلية ، فإذا حمل الإنسان هذه الروحية – روحية طلب الحق والالتزام به ومعاناة التزام بالحق – في كل أقواله وآرائه فهو مؤهل ومهيأ لأن يهتدي إلى كل رأي صواب من الآراء التفصيلية .

منطق العقل السليم

( وأولئك هم أولو الألباب ) .. أصحاب العقول السليمة .. أصحاب العقول الحقيقية ، لأن العاقل ليس هو الذكي ، فهناك فرق بين العقل والذكاء ، فالعاقل هو الإنسان الذي ينتفع بفكره في الحياة .. هو الذي يهتدي إلى الحق وإلى الخير وإلى العدل ويعمل به ، فإذا كان إنسانا ذكيا ويسخر ذكاءه في الشر فهو ليس عاقلا ، وكأن الآية تقول : بأن الإنسان المؤمن الملتزم بهذه الصفات هو العاقل لأنه استفاد من عقله ، وإن الإنسان المعاند والمكابر وإن أعطاه الله عقلا إلا أنه لم يستفد من هذا العقل ، وعدم استفادته من عقله كأنه سلب منه .
الجانب الآخر المستفاد من هذه الآية الشريفة : أن هذا النهج – طلب الحق والسعي إليه والالتزام به في الحياة العملية – هو النهج الذي يقرره المنطق العقلي السليم ، وعليه فالإنسان العاقل بحكم عقله وحسب المنطق العقلي السليم يجب أن ينتهج هذا النهج ، لأن مخالفة هذا النهج هو مخالفة لمنطق العقل ، كما أنها تكشف لنا بأن الهداية تأتي بتوفيق من الله – عز وجل – وبجهد من النفس .

بعد هذه الوقفة القصيرة مع الآية الشريفة .. نأتي إلى قضية من قضايا الساحة المحلية وفيها عودة إلى موضوع جمعية الوفاق الوطني الإسلامية .

إساءة للطائفة

كلكم يعلم الهجمة الصحفية على جمعية الوفاق قبل تأسيسها ، حيث أشير إلى أن هذه الجمعية تنحى منحى طائفيا ، وأنها تشكل ضررا على المجتمع ، وقد أسيء كثيرا إلى المؤسسين لهذه الجمعية بل الإساءة تعدت المؤسسين إلى الطائفة بأكملها ، ولا أريد العودة إلى الأحاديث السابقة إنما أبين بعض النقاط باختصار .

أين تكمن المصلحة ؟!

النقطة الأولى : هل الجمعية طائفية حقا ؟!! وأين تكمن المصلحة الوطنية في الترخيص أو عدم الترخيص لها ؟ وهل وجودها خير أم شر ؟ .. كل المؤسسين للجمعية هم من الشيعة .. ولكن هل معنى ذلك أنها طائفية ؟!! .. هناك جمعية الإصلاح وكل أعضائها من السنة ، والجمعية الإسلامية وكل أعضائها من السنة ، وجمعية التربية الإسلامية وكل أعضائها من السنة ، وجمعية التوعية الإسلامية وكل أعضائها من الشيعة ، لم يقال عن واحدة من هذه الجمعيات بأنها طائفية ، والبعض يفسر بأن هذه الجمعيات لم توصف بأنها طائفية لأنها لم تهتم بالشأن السياسي ، فهل صحيح أن نصف الجمعيات بأنها طائفية إذا اهتمت بالشأن السياسي وأنها غير طائفية إذا لم تهتم به !!! .. هل يوجد عاقل يقبل هذا الرأي ؟!! .. فإذا عملت الجمعيات في الحقل الثقافي والاجتماعي فهي غير طائفية وإذا أضفنا لها الحقل السياسي فهي طائفية !!! .. جمعية الإصلاح طرحت برنامجا سياسيا ودخلت في الحقل السياسي من خلاله ، وقد كانت تعمل قبل الإصلاحات في الحقل الاجتماعي والثقافي ، وبعد الإصلاحات دخلت في الحقل السياسي وعقدت ندوات سياسية ، ومع لم يقال بأنها طائفية ، وحركة الإخوان المسلمين مضى عليها نصف قرن وكل أعضائها من السنة وهي حركة سياسية إصلاحية بكل معنى الكلمة لا يوجد فيها شخص شيعي .. هل حركة الإخوان المسلمين حركة طائفية ؟!! .

مشاركة في التنمية

النقطة الثانية : كل مواطن بحريني ، وكل تيار سياسي بحريني ، من أهدافه الرئيسة المشاركة في التنمية الشاملة المستدامة في البلد في جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، والسؤال هل يمكن لأي تيار سياسي أن يشارك في التنمية دون رؤية أم خلال رؤية ، فالعلماني اليساري يشارك في التنمية من خلال الرؤية الاشتراكية ، والعلماني الليبرالي يشارك في التنمية من خلال الرؤية الرأسمالية ، والمسلم السني الذي يعمل وفق مدرسة الخلفاء يشارك في التنمية من خلال مدرسة الخلفاء ، والمسلم الشيعي الذي يتبنى مدرسة أهل البيت يرغب أن يشارك في التنمية من خلال مدرسة أهل البيت ، والسؤال : لماذا تعطى كل هذه التيارات الحق في المشاركة وفق رؤيتها ويحرم هذا التيار من هذا الحق ، وإذا طالب بهذا الحق يسمى طائفيا .. أليس هذا ظلم !! ، ثم لو دققنا أين تكمن الطائفية ؟! وهل بالسعي للمشاركة في التنمية أم بالإقصاء !! نحن نعتقد بأننا ظلمنا ، وأنه أسيء إلينا بغير حق ، ونتوقع من القيادة السياسية أن تنتصر لنا ، وأن تعطينا الفرصة للمشاركة في التنمية الشاملة في البلد من خلال رؤيتنا الإسلامية وفق مدرسة أهل البيت (ع) .

تحت مظلة القانون والمؤسسات

النقطة الثالثة : (أن التيار الإسلامي موجود كحقيقة على الأرض ولا يستطيع أي طرف أن يلغي هذا التيار ، وليس من شأن الضغوطات والإرهاب أن تسيطر على هذا التيار وإذا كان هناك بعض الخلافات فيأتي الحل من خلال الإقناع ، فالشيعة في اختيارهم لمذهب أهل البيت (ع) منصاعون لقوله تعالى : ” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ” اقتناعا بأن الله – عز وجل – أعطى الولاية لأهل البيت (ع) بعد الرسول الأعظم (ص) ، فهم المرجعية الإسلامية بعد الرسول الأعظم وهذه قناعة للشيعة حصلوا عليها من خلال القرآن ومن خلال السنة ، ولا يمتلك شخص عن طريق الإرهاب والقوة أن يصرفهم عن ذلك ، هذا على المستوى الفكري ، أما على المستوى السياسي فالتيار موجود كطرف سياسي كبقية الأطراف ، بعد ذلك هناك خياران : إما أن يبقى هذا التيار في الحالة الشعبية أو أنه يصاغ في إطار مؤسساتي من خلال العمل المؤسساتي فهل يبقى في حالته الشعبية العامة أم يصاغ في إطار مؤسساتي ويعمل تحت مظلة القانون ؟ ، ونحن نرى أن الرأي العقلائي المعتمد على المصلحة الوطنية يقول : بأنه يجب أن يصاغ هذا التيار في إطار مؤسساتي ، وقد ذكرنا من البداية بأننا في هذه المرحلة لا نرغب في تأسيس حزب ولا في العمل الحزبي ، فنحن نريد أن نعمل عملا علنيا وتحت مظلة القانون ، وسوف يكون عملنا على أسس اجتماعية مألوفة وفاعلة كما عبرنا في الأحاديث السابقة ، والمسألة متروكة للبرلمان في إقراره أو عدم إقراره لعمل الأحزاب ، وفيما لو أقر فسيكون لنا موقف أخر .

قناة المؤسسات

النقطة الرابعة : أن القيادة السياسية متمثلة في الحكومة فتحت قناة المؤسسات والجمعيات ، وسمحت لها بأن تعمل في الشأن السياسي ، ونحن أردنا كغيرنا أن نستفيد من هذه القناة ، فالعمل من خلال المؤسسات عمل مشروع ، وقد أعطيت كل التيارات حقها في هذا العمل ، ومن حقنا أن نعمل كأي تيار آخر .

توجه سلبي

النتيجة الخامسة : هناك نقطة تمثل حالة إيجابية في الجمعية للأسف طرحت بتوجه سلبي ، فقد ورد في محضر الاجتماع التأسيسي أن الجمعية تجمع جميع ألوان الطيف الشيعي ، وكونها تجمع جميع ألوان الطيف الشيعي فهي طائفية !!! ، ونرى أن كل تيار فيه أكثر من طيف .. التيار العلماني فيه اليساريين وفيه الليبراليين ، واليسار أيضا فيه أكثر من طيف ، حيث يوجد فيه الشعبية والتحرير والبعثيين والناصريين وخطوط أخرى ، والتيار الإسلامي السني فيه أكثر من خط .. فيه الإخوان المسلمين والسلفيين وغيرهم ، والتيار الشيعي فيه أكثر من خط ، والسؤال : ما هو الأفضل ؟ وأين تكمن المصلحة الوطنية ؟ هل في عمل كل تيار بمفرده أو أن تجمع كل هذه التيارات في إطار واحد ، فإذا نجحت جمعية الوفاق في جمع كل الأطراف الشيعية في إطار واحد فهذا عمل تثنى عليه أو تذم به !!! ، وهل يصب في المصلحة الوطنية أو في الإضرار بها ؟!! ، فإذا فشلت التيارات الأخرى في جمع كل أطرافها ونجحت جمعية الوفاق في ذلك فهو شيء تشكر عليه ولا تذم به، وحتى لا تتبعثر الجهود ، وهو مما يسعد القيادة السياسية ويخدم المصلحة الوطنية ، كما أن الجمعية نجحت في تجميع كفاءات عالية جدا من أكاديميين ورجال أعمال ومهنيين وتوظيف هذه الطاقات والكفاءات في خدمة المصلحة الوطنية ، والسؤال : أيهما يسعد القيادة السياسية ، وأيهما يخدم المصلحة الوطنية ؟!! هل بقاء هذه الكفاءات مبعثرة ، أم تجميعها وتوظيفها في خدمة المصلحة الوطنية ؟! ..أن تجميع هذه الكفاءات والطاقات في خدمة المصلحة الوطنية هو الذي يسعد القيادة السياسية ويحقق المصلحة الوطنية وهو مما تشكر عليه الجمعية ، كما ينبغي أن يحفز القيادة السياسية أن ترخص للجمعية لا أن تعيق ترخيصها .
أكتفي بهذا المقدار .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بتاريخ 26 جمادى الثاني 1422هـ الموافق 2001/9/14 م
في مسجد الشيخ خلف في قرية النويدرات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.