فهرس خطب الجمعة عام 2001

نص الكلمة التي ألقاها الاستاذ بتاريخ 15 يونيو 2001 م

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، اللهم صل على محمد و آله الطيبين الطاهرين و أصحابه المنتجبين و من اتبعه بإحسان إلى قيام يوم الدين. السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام على فاطمة الزهراء سيدتي وسيدة نساء العالمين، السلام على خديجة الكبرى، السلام على الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة، السلام على جميع الأوصياء، مصابيح الدجى، و أعلام الهدى، و منار التقى و العروة الوثقى، والحبل المتين، و الصراط المستقيم، السلام على الخلف الصالح الحجة بن الحسن العسكري روحي و أرواح المؤمنين لتراب مقدمه الفداء، السلام على العلماء و الشهداء، السلام على شهداء الانتفاضة، السلام عليكم أيها الأحبة، أيها الأخوة و الأخوات في الله ورحمة الله و بركاته.

قال تعالى ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) (11) سورة الرعد، صدق الله العلي العظيم

أولا : هذه الآية الشريفة المباركة تشير إلى عدة نقاط رئيسية أهمها :-

النقطة الأولى : تشير الآية الشريفة إلى قسمين من التغيير :
القسم الأول : تنسبه إلى الله – جل جلاله.
القسم الثاني : تنسبه إلى الإنسان في حالته الاجتماعية.
وهنا ينبغي أن نلتفت إلى أن الآية الشريفة تتحدث عن المجتمع و لا تتحدث عن الأفراد، و هذه النقطة يجب أن نأخذها بعين الاعتبار طوال الحديث.

القسم الأول من التغيير والذي تنسبه الآية الشريفة إلى الله – جل جلاله – يتعلق بالوضع الخارجي للمجتمع، قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ)، (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ) : الآية تنسب التغيير لله – جل جلاله – ( ما بقوم ) : أي أن الأوضاع الخارجية للمجتمع، إن الله لا يغير الأوضاع الخارجية للمجتمع، (حتى يغيروا ما بأنفسهم) حتى يغير القوم ما بأنفسهم. والأوضاع الخارجية للمجتمع تشمل عدة أمور : السعادة أو الشقاء، العزة أو المذلة، النصر أو الهزيمة، التقدم أو التخلف،… هذه أوضاع خارجية في المجتمع، فالآية تقول إن الله لا يغير هذه الأوضاع الخارجية، لا يغير السعادة إلى شقاء أو العكس، العزة إلى المذلة أو العكس، الانتصار إلى هزيمة أو العكس، التقدم إلى التخلف أو العكس… حتى يغيروا ما بأنفسهم، حتى يغير القوم أو المجتمع ما يدور في هذا المجتمع من أفكار و مفاهيم، من قيم و مشاعر، قيم الخير أو الشر، الحق أو الباطل، العدل أو الظلم، حتى يغيروا ما بأنفسهم من أفعال الطاعة أو المعصية و حالات الاتحاد أو التفرق و التمزق، و النظم و التشريعات… كل هذه تشمل ما بأنفسهم أي ما يدور في المجتمع وما يلتزمون به. فالله – عز وجل – لا يغير الأوضاع الخارجية للمجتمع حتى يغير هذا المجتمع ما يدور فيه من أفكار و من قيم و من أفعال و من تشريعات… إلخ.

النقطة الثانية :
الآية الشريفة المباركة تؤكد على حالة تلازم بين الوضع الخارجي في المجتمع و بين الوضع الداخلي في نفوس أفراده و ما يدور فيه و يلتزمون به.

النقطة الثالثة :
تشير الآية الشريفة المباركة إلى أن هذا التلازم بمثابة القانون أو السنَّة الثابتة التي تحكم حركة المجتمع، و كما أشرنا في أحاديث سابقة أن حركة المجتمع تخضع لقوانين و سنن، و من هذه السنن أن الوضع الخارجي للمجتمع يتحدد و يتعين بتاء على ما يدور في نفوس أبناءه من أفكار و قيم و مشاعر، وما يقومون به و يؤدونه من سلوك يلتزمون به من تشريعات و نظم.

ثانيا : النتائج التي نتوصل إليها من الآية الشريفة :
من هذه الآية الشريفة نستطيع أن نتوصل إلى نتائج عديدة منها :

النتيجة الأولى : إن التغيير ممكن في جميع الأحوال، فإذا كان المجتمع يعيش حالة تأزم أو حالة تخلف أو حالة هزيمة أو حالة مذلة و شقاء، فإن هذه الحالات ممكن أن تتغير إلى العكس، و كذلك لو كان المجتمع يعيش حالة السعادة و العزة و التقدم و الرخاء و حالة الانتصار و الاستقرار فإن هذه الحالات ممكن أن تتغير إلى العكس إذا غيَّر أبناء المجتمع ما بأنفسهم،،، فسواء كانت الحالة إيجابية أم سلبية يمكن أن تتغير بناء على تغير ما بأنفس أبناء المجتمع، و ما يدور و يتحرك فيه من أفكار و قيم وسلوك، فالآية تعطي أبناء المجتمع الأمل و تزيل حالة اليأس من أنفسهم، و كذلك تحذرهم إذا كانوا بخير فإنه يمكن أن يتغير إلى الضد، فعليهم المحافظة على هذا الخير من خلال المحافظة على ما بأنفسهم من أفكار و قيم و سلوك و استقامة و تشريعات و نظم إيجابية أن لا تتغير.

النتيجة الثانية : إن الإنسان يمتلك الحرية و القدرة على التغيير، و إنه يتحمل مسؤولية ذلك في الدنيا و الآخرة، فمصير الإنسان في الحياة الدنيا و مصيره في الآخرة يتحدد وفق إرادته واختياره قال تعالى (( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ )) (38) سورة المدثر، فالإنسان يتحمل مسؤولية عمله و مصيره في الدنيا و الآخرة بإرادته و اختياره.

النتيجة الثالثة : إن الآية الشريفة تشير إلى كرامة الإنسان و تميزه، فالآية في الوقت التي تؤكد على إن حركة المجتمع تخضع إلى قوانين و سنن مثل الطبيعة، إلا أنها تشير إلى امتلاك الإنسان حرية الإرادة و الاختيار، مما يمكنه من تغيير أوضاعه حسب إرادته و اختياره، فلا توجد هناك حتمية لديه كالطبيعة، فالطبيعة لا تستطيع أن تغيَّر في نفسها شيئا، بينما من كرامة الإنسان عند الله – عز و جل – أن جعل أوضاعه و حركته في الوقت التي تخضع إلى السنن و القوانين، بإرادته و اختياره، فكأنما الآية تجعل مشيئة الله في المجتمع تنفذ من خلال إرادة الإنسان، فلدى الإنسان كرامة عند الله – عز و جل – بحيث أن هذه السنن لا تعمل بصورة مستقلة عن إرادته و اختياره.

النتيجة الرابعة : قوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ) نسب إلى الله – عز و جل – نفسه التغيير، فهنا نكتة و ملاحظة دقيقة جدا، حيث تؤكد هذه الآية على أن مشيئة الله ماضية، و يده غير مغلولة و لا مشلولة بل مبسوطة يفعل ما يشاء فإرادة الله نافذة في المجتمع كالطبيعة،،، ففي الطبيعة النار تحرق، فإذا وضعنا جسما قابل للاحتراق في النار، فالنار تحرق هذا الجسم، و لكن الحقيقة الطبيعية لا تعطل و لا توقف إرادة الله، فالله يستطيع أن يوقف إحراق النار للأجسام. قال تعالى (( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ )) (69) سورة الأنبياء، فالنار تحرق الأجسام في ظل قانون معين، و الله – عز وجل – باستطاعته تعطيل هذا القانون، و كذلك في المجتمع فإن الله قادر على تعطيل نتائج القوانين و قلب الموازين لصالح المؤمنين و المتقين، فصحيح أن أوضاع المجتمع الخارجية تتحدد سلبا و إيجابا وفق ما يدور في نفوس أبناء المجتمع من أفكار وقيم و مشاعر، و لكن الله – عز و جل – قادر على التغيير و قادر على إيقاف النتائج، و الله – عز و جل – لا يوقف النتائج الإيجابية، فالله لا يمسك رحمته على العباد، و لكن الله برحمته و كرمه قد يوقف بعض النتائج السلبية لقوله تعالى (( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ )) (30) سورة الشورى، فكثير من الأفعال أو المقدمات التي تأتي بها الإنسان تؤدي إلى نتائج سلبية خطيرة قد تدمره، و لكن الله برحمته و كرمه يوقف هذه النتائج، فالله لا يوقف النتائج الإيجابية و لكن الله بلطفه و رحمته يوقف بعض النتائج السلبية، و هذا ما يدعوننا إلى التوجه إلى الله – عز و جل – و الاعتماد عليه و الثقة به، و لكي لا تنقطع صلتنا بالله – عز و جل – في جميع الأحوال و نؤمن بأن الله – عز و جل – قد يقلب الموازين سواء كانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية،،، قال تعالى (( وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) (10) سورة الأنفال، (( إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ )) (160) سورة آل عمران، فالآية تأمرنا بالتوجه إلى الله – عز و جل – في جميع الأحوال و عدم اليأس، فرغم وجود هذه القوانين فلا تيئسوا أيها المؤمنون لأن الله – عز و جل – معكم و يمكن أن يوقف بعض النتائج السلبية إذا انقطعتم إليه و أطعتموه و تبتم إليه، كما حدث لقوم يونس (ع).

النتيجة الخامسة : إن هذه الآية تشير بصورة ضمنية إلى وجوب طاعة الله – عز و جل – و هذا الذي ذهب كل المفسرين تقريبا، إذ ذهبوا إلى القول في تفسير الآية أن الله لا يغير ما بقوم من نعمة و خير و عافية،،، حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعة إلى معصية، فالله – عز و جل – يقول بأن الأوضاع الخارجية في المجتمع تتغير بناء على ما في نفس الإنسان، فالإنسان إذا غيَّر ما بنفسه من إيمان أو شكر إلى كفر و معصية تتغير الأوضاع الخارجية الإيجابية إلى أوضاع سلبية و العكس صحيح، فالآية ترشد إلى أن الإيمان بالله – عز و جل – و طاعته و المحافظة على الفطرة الإنسانية الصافية تؤدي إلى نتائج إيجابية في المجتمع و إلى سعادة أبنائه و إن الكفر بالله – عز و جل – و معصيته، و تلويث الفطرة الإنسانية تؤدي إلى نتائج سلبية في المجتمع و شقائه، قال تعالى (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ )) (96) سورة الأعراف.

ثالثا : بعض الدروس المستفادة من الآية الشريفة :
هذه الآية الشريفة ترشدنا إلى بعض الدروس المهمة و أهمها درسين :

الدرس الأول : إننا إذا وقعنا في مخالب الشقاء أو مخالب الهزيمة أو في مخالب التبعية و المذلة أو في مخالب التخلف فعلينا أن نفتش عن أسباب ذلك في داخل المجتمع، ولا نلقي بالمسؤولية على الخارج، و ليس معنى ذلك أن أعداءنا في الخارج ليس لهم دور في ذلك، و لكن الأعداء في الخارج لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا ما لم يكن المجتمع مهيئا لهذا التأثر بالخارج، فالمسؤولية الأولى و الأساسية لأوضاع أي مجتمع تتعلق بما في داخله، و بما يحمله أبناؤه من أفكار و قيم و سلوك، فعلينا أن نفتش عن أسباب هزيمتنا و مذلتنا و تبعيتنا في داخل مجتمعنا، و علينا أن نعالج هذه الأسباب في داخل المجتمع و لا نلقي بالمسؤولية على الخارج، و نفهم ضمنا من هذه الآية الشريفة أن علينا أن نتحلى بالشجاعة الأدبية في مواجهة أنفسنا و أن علينا أن نواجه أخطاءنا و نقاط الضعف في مجتمعنا، و لا نحاول أن نغطي عليها أو نجامل أنفسنا فيها.

الدرس الثاني : على القيادات و الحركات الإصلاحية التي تريد أن تغير أوضاع المجتمع و إصلاحه و تطويره أن تأخذ بما جاء في هذه الآية حيث أنها تقول بأنكم لن تستطيعوا أن تفعلوا ذلك إلا إذا اتبعتم الأساليب العلمية، و إنكم إذا خالفتم الأساليب العلمية و اتبعتم الخرافات أو الآراء المرتجلة فسوف تفشلون و لن تستطيعوا أن تحققوا أهدافكم الإصلاحية، و من جهة ثانية فإن الأساليب العلمية في معرفة و قيادة المجتمع تقوم على ملاحظة الحالة أو حالة المجتمع ككل، و ليس أحوال الأفراد، فالحركة الاجتماعية العامة لا تتأثر بأوضاع أو بأحوال الأفراد كأفراد منعزلين عن حالتهم الاجتماعية و إنما المقصود بالحالة الاجتماعية، أي الحالة العامة للمجتمع ككل، فعليهم أن يدركوا و يتعرفوا على حالة المجتمع ككل و ليس الحالات الفردية فلا ينظروا إلى زيد و عمر ماذا يقول ؟ أو ما هو وضعه كفرد ليقرروا ماذا عليهم أن يفعلوا، و إنما أن يتجاوزوا ذلك إلى الحالة العامة للمجتمع ككل. و يتعرفوا على حقيقة أوضاعه و ظواهره و حركته كمجتمع، وهذا يحتاج إلى رؤية شمولية ثابتة تتجاوز الأفراد إلى الحالة العامة للمجتمع، فإذا قادة الإصلاح وضعوا أعينهم و أيديهم على أوضاع الأفراد و لم يستطيعوا أن يتجاوزوا ذلك لإدراك الحالة العامة للمجتمع و الحركة المجتمعية، و كانت آراءهم و قراراتهم مبنية على حالات فردية، فلن يستطيعوا بأي حال من الأحوال أن يقودوا المجتمع نحو تحقيق أهدافهم الإصلاحية المطلوبة.

تقرير مختصر عن زيارة الوفد الشعبي للكويت الشقيقة :
بعد الوقفة القصيرة مع الآية الشريفة المباركة، أحاول أن أقدم تقريرا مختصرا عن زيارتنا لدولة الكويت.
أولا : منطلق الزيارة : نحن كأفراد نتحمل بعض مسؤولية التوجيه العام للساحة، و رأينا أنه من الواجب أن ننفتح على الآخرين في الداخل و الخارج، لنتعرف آرائهم و خبراتهم و تجاربهم لنستفيد منها في تجربتنا و عملنا الوطني في البحرين، فالمنطلق الأساسي للزيارة هو التعرف على آراء و أفكار الآخرين، و لقد تعرفنا على آراء و أفكار الرموز في الداخل و من المهم و الواجب أن نتعرف على آراء و أفكار الرموز ذات الصلة و الشأن في الخارج و لا سيما في إقليم الخليج العربي.

ثانيا : أهداف الزيارة : كانت للزيارة عدة أهداف أهمها ما يأتي :
1) نقل الصورة الجديدة للبحرين في ظل الحركة الإصلاحية التي يقودها سمو الأمير (حفظه الله تعالى) في مقابل الصورة التي كانت أثناء الانتفاضة المباركة.
2) إن لدينا تجربة في العمل الوطني و أردنا أن نطرح هذه التجربة للآخرين في سبيل نقدها و تطويرها.
3) التعرف على سلبيات و إيجابيات التجربة البرلمانية في الكويت للاستفادة من الإيجابيات و تجنب السلبيات قدر المستطاع في تجربتنا القادمة في البحرين.
4) التعرف على الرموز الفكرية و السياسية في الكويت للتعلم منها و الاستفادة من خبرتها و تجاربها في العمل الوطني.
5) محاولة تكوين أو إيجاد رؤية و مشاريع مشتركة خليجيا و عربيا و إسلاميا حول القضايا الإقليمية و القومية و الإسلامية، فمن الواضح جدا، أو قل من الضروري جدا، أن يتحدد مصير الخليج بإرادة مشتركة بين الحكومات و الشعوب، ليس من الصحيح أن تنفرد الحكومات بتقرير مصير الخليج، و إنما يجب أن تشترك الشعوب مع الحكومات في تقرير ذلك. و لن يتحقق ذلك إلا إذا وجدت رؤية مشتركة لدى الرموز الشعبية في المنطقة، و إن هذه الرؤية لن تتكون إلا من خلال اللقاءات المستمرة بين هذه الرموز.

ثالثا : الرؤية التي تحركنا في ضوءها : لقد تحركنا و انفتحنا على الرموز الفكرية و السياسية في الكويت في ضوء نفس الرؤية التي نحملها و تؤطر عملنا و علاقاتنا مع الحكومة و الرموز الفكرية و السياسية في الداخل، ففي الكويت التقينا مع رئيس البرلمان الكويتي الخرافي و نائبه، و التقينا مع أعضاء من المنبر الديمقراطي الكويتي، و التقينا مع أعضاء من الحركة السلفية، و التقينا مع أعضاء من الحركة الدستورية (حركة الإخوان المسلمين أو جمعية الإصلاح في الكويت) و التقينا مع شخصيات من الرموز الفكرية و السياسية الشيعية التي تمثل مختلف ألوان الطيف الشيعي هناك، و التقينا مع الأستاذ جاسم القطامي رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، و أيضا الكويتية.

رابعا : نقاط تم طرحها و التأكيد عليها أثناء اللقاءات في الكويت و أهمها التالي :
1) التأكيد على التفاؤل بالحركة الإصلاحية في البحرين التي يقودها سمو الأمير (حفظه الله تعالى) و المحافظة عليها و عدم الاستعداد للتضحية بها، بعد أن ضحينا من أجلها، فنحن قد ضحينا من أجل الإصلاحات فمن المستحيل أن نضحي بها.
2) التأكيد على التعامل بعقلانية و واقعية مع المشاكل التي قد تظهر على السطح.
3) التأكيد على وحدة الصف الوطني، و المحافظة و الدفاع عن حقوق كافة المواطنين دون تمييز، على أساس العرق أو الدين أو غير ذلك.
4) التأكيد على الانسجام و التناغم و التلاحم بين كافة قوى المعارضة الشعبية و الاتفاق حول أولويات العمل الوطني و تقارب وجهات النظر بين كافة ألوان الطيف السياسي حول ذلك.
5) التأكيد على الحوار الوطني و التنسيق الشامل الذي يضم الحكومة و كافة القوى السياسية الشعبية المعارضة.
6) التأكيد على أن الحركة الإصلاحية في البحرين كانت نتيجة إرادة و دور مشترك بين القيادة السياسية و كافة قوى المعارضة.
7) التأكيد على حرصنا المشترك على أن تكون طبيعة و اتجاه و مستقبل الحركة الإصلاحية بإرادة و أدوار مشتركة أيضا بين القيادة السياسية و كافة قوى المعارضة.
8) التأكيد على أهمية و دور المؤسسات الوطنية في العمل الوطني، و أن يكون العمل الوطني من خلال برامج مكتوبة و واضحة.

و ختاما أؤكد على أن هذه الحالة الوطنية المتميزة من القوة بحيث لن تنجح أي دعوة تحريضية أو أي دعوة تمزيق للنيل منها، فهذه الحالة قوية جدا و إن نور الحكمة في رؤوس القيادات السياسية و الرموز الشعبية أقوى بكثير من كل دعوات التحريض و التمزيق، و أدعو جميع المواطنين لتحمل مسئوليتهم الدينية و الوطنية للمحافظة على هذه الحالة الوطنية الإيجابية التي تخدم المصلحة الوطنية بكل تأكيد و تقدم وجها مشرقا للبحرين قيادة و حكومة و شعبا أمام العالم.

أكتفِ بهذا المقدار و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،،،

بتاريخ 22 ربيع الأول 1422هـ الموافق 2001/6/15 م
في مسجد الشيخ خلف في قرية النويدرات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.