لقاء الثلاثاء

لقاء الثلاثاء : 20 ابريل 2009م .

لقاء الثلاثاء ( 7 )
بتاريخ : 24 / ربيع الثاني / 1430هج
الموافق : 20 / أبريل ـ نيسان / 2009م
بسم الله الرحمن الرحيم

• ندعوكم لتكثيف الحضور في جمعية وعد ليلة الخميس .
• الإبقاء على بعض المعتقلين هو لأهداف سياسية ولا علاقة له بالقانون ، وهو لغم سياسي بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
• لن نقول للجماهير لا تفعلوا شيئا قبل أن نتوصل للبدائل الأفضل المقنعة في عملية الاحتجاج والمطالبة بالحقوق .
• كل الفعاليات التي لا تتدخل فيها السلطة بأساليبها العنفية والإرهابية تمر بسلام وهدوء ودون أي إرباك .
• ليس من العدل الحديث عن عنف متبادل بين السلطة والجماهير ، ومن يفعل ذلك يجانب الحقيقة ويظلم الناس .

• الكل يؤمن بالحوار ويطالب به وفي السجالات يحمل كل طرف الآخرين مسؤولية إعاقته وتضييعه .
• لا يشرفني أن يقول شخص نعم لعبد الوهاب تعصبا ولا أتحمل مسؤولية ذلك أمام الله سبحانه وتعالى وأمام التاريخ .

أعلن الأستاذ عبد الوهاب حسين أنه سيتم الإعلان عن شيئ مهم جدا خلال الندوة التي ستقام في جمعية وعد مساء الأربعاء ـ ليلة الخميس ، ودعا الجماهير إلى تكثيف الحضور في هذا الندوة . وأكد على توفر بعض عناصر التدمير الداخلي ، ودعا إلى الوعي والحذر ، وأن يكون الجميع على قدر المسؤولية لتجنب ذلك .

قال الأستاذ : الإبقاء على بعض المعتقلين هو لأهداف سياسية ولا علاقة له بالقانون ، وهو لغم سياسي بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، يهدف إلى تحقيق الرهان الأكبر وهو التدمير الداخلي ، وعناصر هذا اللغم متوفرة ، وأرجو أن يتوفر الوعي ، وأن يكون الجميع على قدر المسؤولية ، لكي لا ينفجر هذا اللغم .

وتابع : الإبقاء على هذا العدد من المعتقلين يعني أن أهالي المعتقلين وأصدقائهم واللجان الأهلية وغيرهم لن تسكت وسوف تحتج ، وهناك نداءات إلى ذلك ، والوسائل المتعارف عليها إلى اليوم : حرق الإطارات وقطع الشوارع ونحوهما ، وإلى جانب هذا يوجد خطاب ، يقول : أن وسائل الاحتجاج هذه مرفوضة ويمكن أن تواجه في الشوارع ، وهو خطاب تكرر في أكثر من مناسبة وعلى أعلى المستويات ، فما هي النتيجة المتوقعة ؟
وقال : السلطة واعية تماما إلى هذه النتيجة وقدرتها على تحقيق التدمير الداخلي لو حصلت ، ولن تحصل بعصمة الله عز وجل .
وقال : الحمد لله أن سماحة الشيخ أبو سامي تدخل لمنع المواجهة البينية ، وهو تدخل في مكانه الصحيح ، وقال : إن نتائج المواجهة البينية أخطر على الدين والوطن من الاحتجاجات بالوسائل المذكورة في الحساب المادي والمعنوي ، وأن فضيلة الشيخ لا يمتلك عمليا القوة لإيقاف هذه الاحتجاجات ، ولو نفذ ما وعد من التدخل ، فلن تتوقف الاحتجاجات ، وإنما ستزداد قوة وإتساعا ، ومن نتائجها المحتملة إسقاط الشيخ ، لأن هذا الشكل من التدخل مرفوض عقلا وشرعا ونتائجه السيئة كبيرة جدا على الدين والوطن .

شرعية التحرك السياسي ..
وقال : أي طرف سياسي متشرع يجب أن تكون له حجة شرعية في أساليب عمله ، وإذا وجد طرف آخر له أساليب مختلفة لا يرى صحتها سياسيا ، فمن حقه أن لا يعمل بها ، ولكن النهي عنها يحتاج إلى حجة شرعية .
وقال : الفقهاء أجمعوا على وجوب تعلم المكلف المسائل الشرعية محل الابتلاء ، ولهذا قالوا بأن التاجر فاسق ما لم يتفقه ، لأنه إن لم يتفقه سوف يقع في المخالفة الشرعية في تجارته . وهذا ينطبق على السياسي أيضا ، فعلى الإخوة المتشرعة العاملين في الحقل السياسي أن يتعلموا المسائل الشرعية الخاصة بالأنشطة السياسية التي يمارسونها لأنها تدخل في المسائل محل الابتلاء بالنسبة إليهم ، فإن لم يتعلموها فإنهم سيكونون عرضة للوقوع في المخالفة الشرعية ، وهذا ما وجدناه بحكم التجربة .

ضرورة طرح البدائل ..
وفيما يتعلق بوسائل الاحتجاج ، قال الأستاذ : أحد أهداف التحرك الجديد هو ترشيد وتهذيب أساليب المطالبة والاحتجاج وجعلها أكثر فاعلية وأقل ضررا ، والوصول إلى هذا الهدف لا يكون من خلال الطرح الفوقي من خلال توجيه الأوامر والنواهي من فوق أعواد المنابر ، وإنما بالتواصل مع الجماهير والحوار معهم وإيجاد البدائل المناسبة والمقنعة ، وعليه : لن نقول للجماهير لا تفعلوا شيئا قبل أن نتوصل للبدائل الأفضل المقنعة في عملية الاحتجاج والمطالبة بالحقوق ، لأننا لا نمتلك الحجة الشرعية لذلك ، وهو غير صحيح من الناحية السياسية ، ولا يخدم إيجابيا الحركة المطلبية .

وقال : كل الشعوب في العالم المتحضر تلجأ إلى هذه الأساليب في الاحتجاج ، نعم قد توجد فيها أخطاء ، وقد توجد لدينا وسائل أفضل منها ، وقد نكون غير راضين عنها أو عن بعضها ، ولكن تصنيفها ضمن أساليب العنف هو خطأ علمي كبير ، وفيه ظلم واضح للناس .
وقال : هناك خطأين لا بد من الالتفات لهما ، وهما :
• تجاهل تسبب السلطة في الاحتقان وظهور الاحتجاجات بهذه الوسائل ، وذلك من خلال تضييقها على حرية التعبير بالطرق السلمية الهادئة ، فهي تمنع الندوات والمحاضرات وتقمع المسيرات والاعتصامات السلمية بعنف ، وتحتج بقوانين عفا عليها الزمن تخالف المواثيق الدولية لحقوق الإنسان قد ولدت سفاحا من ظهر قانون أمن الدولة . وتمارس إرهاب الدولة والفبركات الأمنية ضد المواطنين الأبرياء ، فلو لم تقوم السلطة بهذه الممارسات الإرهابية ، لم تلجأ الجماهير إلى هذه الأساليب في عملية الاحتجاج والمطالبة بالحقوق ، والتجربة أكبر شاهد على صحة ذلك ، فكل الفعاليات التي لا تتدخل فيها السلطة بأساليبها العنفية والإرهابية تمر بسلام وهدوء ودون أي إرباك .
• جعل عنف السلطة وأساليب الجماهير في الاحتجاج في كفتين متساويتين ، وهذا يذكرنا بمن يساوي بين جرائم الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين العزيزة في الإبادة الجماعية والتدمير الضخم بواسطة ألياته الحربية وبين الصواريخ الفلسطينية البدايئة التي يستخدمها الفلسطينيون في الدفاع عن النفس .
والخلاصة : ليس من العدل الحديث عن عنف متبادل بين السلطة والجماهير ، ومن يفعل ذلك يجانب الحقيقة ويظلم الناس ، لأنه يتجاهل تسبب السلطة في التأزيم والاحتقان ويساوي بين الجلاد والضحية ويتجاهل عدم التكافؤ في الوسائل بين الطرفين .

تأخر التحرك الجديد ..
وفي الإجابة على أحد الأسئلة حول تأخر التحرك الجديد في إقامة فعالياته ، قال : قبل الإفراج عن المعتقلين كان من الواضح تصعيب السلطة عمل التحرك ، والمثال : ما قامت به لمنع ندوة سترة . وبعض المؤمنين الأعزاء عملوا على تصعيب عمل التحرك من خلال إثارة الكثير من الإشكالات حوله في عقول الناس ونفوسهم ، وتحفيز بعض المناطق على عدم التفاعل الإيجابي مع الزيارات التي ينوي التحرك القيام بها إلى المناطق . ولأن أحد ثوابت التحرك عدم إثارة عوامل المواجهة البينية ، تصرفنا بهدوء وقمنا بتعديل صيغة اللقاءات على النحو التالي :
• يكون اللقاء مع الجماهير في المسجد في صلاة الجماعة تعقبها كلمة ثم لقاء مفتوح .
• عمل لقاء نخبوي في المناطق في نفس اليوم بعد الفعالية الأولى .
• عمل لقاءات نخبوية غير مناطقية .
• التواصل مع النخب والجماهير عبر وسائل أخرى لضمان مشاركتهم الفعلية في صناعة الرؤى والمواقف والخطوات ، وسوف تظهر في هذه الليلة إحدى الوسائل ، لن أقول ما هي ، لأنها بمجرد أن تظهر سوف تعلمونها .
وبعد الافراج تركنا الفرصة للناس للتعبير عن فرحهم ، ولهذا تم إلغاء العديد من الفعاليات ، ولم تعلموا بها ، لأن سياستنا تأخير الاعلان عن الفعاليات لساعات قليلة قبل الفعالية ، وقد ثبت بالتجربة بأن تأخير الاعلان عن الفعالية لا يؤثر سلبا على نجاحها ، وذلك نظرا لكونها مناطقية ، ولترقب الجماهير والنخب وتفاعلهم الإيجابي الكبير معها . وقد قمنا بلقاءات عديدة مع شخصيات وقوى سياسية ومؤسسات مجتمعية تم الاعلان عن بعضها ولم يعلن عن البعض الآخر ، وسوف تكون هناك ندوة جماهيرية في مساء الأربعاء ـ ليلة الخميس القادم في مقر جمعية وعد ، وسوف يتم الاعلان فيها عن شيء مهم ، فأرجو أن أراكم جميعا هناك ، وأرجو أن تدعوا الآخرين للحضور والمشاركة فيها .

الصفقة مع الحكومة ..
وتعليقا على ما أورده سماحة الشيخ المقداد حول صفقة مع السلطة تقضي بالتنازل عن المسألة الدستورية والتجنيس مقابل مكاسب سياسية ، قال : كان يفترض أن التقي مع سماحة الشيخ المقداد غير أني لم أوفق لذلك ، ولهذا : لست مطلعا حتى الآن على خلفية الخبر لدى سماحة الشيخ ، لافتا النظر إلى أن سماحة الشيخ المقداد قال هناك خبر ، والخبر يختلف عن التحليل .

وقال : أريد خلق جو هادئ من أجل فهم أفضل ، لهذا سوف استبدل كلمة صفقة بكلمة تفاهمات ..
في خطاب سماحة الشيخ أبو سامي وسماحة السيد عبدالله الغريفي وفضيلة الشيخ أبو مجتبى ، اتفقوا على أن خطوة الافراج تمهد لوضع جديد ، ودعوا للتفاؤل والتفاعل الإيجابي مع الوضع الجديد، وهذا الطرح يعني أن لديهم وراء الإفراج أشياء إيجابية لاحقة ، هذا الفهم عبرتُ عنه بالتفاهمات ، وعبر عنه آخرون ـ منهم سماحة الشيخ المقداد ـ بالصفقة .
وقال : إذا كانت التفاهمات مرتبطة بأشياء عامة إيجابية ، مثل : الحوار أو تعديلات في الدوائر الانتخابية لتكون عادلة أو إعطاء الطائفة بعض حقوقها المسلوبة ، فإن ذلك لا يثير أية حساسية لأحد من الشرفاء من أبناء هذا الوطن ، فالمثير للحساسية ويحمل خطورة كبيرة ما طرحه سماحة الشيخ المقداد ، وينبغي التثبت منه .
وقال : يجب التمييز بين أمرين في فهم الموضوع ، وهما :
• أن يكون هناك خبر بالتنازل ضمن صفقة .
• أن يكون احتمال على ضوء تحليل معين ، في ظل ظهور بعض التصريحات والتصرفات .
وقال : هناك إنزعاج لدى العديد من الأشخاص والأطراف من مضامين خطابات فضيلة الشيخ علي بعد الافراج عن المعتقلين ، وأنهم وجدوا فيها تجاوزات خطيرة تضر بالمصلحة الدينية والوطنية ووحدة الصف ، ويجب أن يوضع لها حد قبل وقوع الكارثة ، وربما يكون خطاب سماحة الشيخ المقداد في المجمل يصب في هذا الاتجاه بغض النظر عن التفاصيل .
وفي الإجابة على سؤال عن صحة طرح خبر بهذه الخطورة قبل التأكد منه ، قال الأستاذ : لقد بينت لكم بعض التفاصيل التي تفيدكم في التفكير الصحيح ، وإذا وجدتم أن ما قاله سماحة الشيخ المقداد كان خطأ قولوا لنا ذلك ولا تدافعوا عن الخطأ ، ونحن سوف نتابع الموضوع ، وإذا وجدنا أي خطأ فإن الخطأ سوف يصحح قطعا .

الحوار البيني ..
وفيما يتعلق بالمواقف المتباينة من الحوار بين قوى المعارضة ، قال : الكل يؤمن بالحوار ويطالب به وفي السجالات يحمل كل طرف الآخرين مسؤولية إعاقته وتضييعه ، وقال هناك مسائل ينبغي علينا فهمها جيدا .
• يجب التميز بين مطالبتنا للسلطة بالحوار ومطالبتنا للقوى السياسية بالحور ، فحينما يطالب الشعب أو قواه السياسية السلطة بالحوار فلأنهم يملكون حقوقا أمام السلطة ، فالسلطة هي وكيل تعبر عن إرادتهم وتخدم مصالحهم ، ومن واجب السلطة أن تتحاور معهم . أما القوى السياسية فليس لأحدها الحق في فرض الحوار على طرف آخر ، وفرض الحوار على أي طرف هو تجاوز لحق من حقوقه .
• أن الهدف من المطالبة بالحوار هو تحقيق المصلحة العامة : الإسلامية والوطنية ، ولا يصح عقلا أن نخلق مواجهات بينية تحت عنوان الدعوة إلى الحوار .
• لقواعد كل حزب أو جمعية الحق في أن تمارس الضغط على قياداتها من أجل الدخول في الحوار أو غيره . وإذا وجدت أطراف سياسية عديدة تتدخل في الشأن العام ، وكانت لأحدها ممارسات خاطئة ، فمن حق البقية الاحتجاج عليه والسعي لتصحيح الخطأ بالأساليب المشروعة المتعارف عليها ، فالكل له دور ولنمارس أدوارنا بشكل صحيح .
وقال : يدنا مسلمة للإخوة في الوفاق، ونحن نسعى منذ أسبوعين أو أكثر من أجل لقاء معهم ، ولم نستلم الجواب حتى الآن ، وقال : لقد التقينا مع الإخوة في حركة حق ، وتم الاتفاق على أن نكون كيانين منفصلين على أن تكون بيننا علاقة تحالف استراتيجية .

انتهاك كرامة الإنسان ..
ومن جانب آخر قال الأستاذ : مجاملة الناس رأس العقل ورأس الحكمة ، ولكن تضليلهم خيانة لإنسانيتهم ، فالدعامة الأساسية لكرامة الإنسان العقل والاختيار ، فالذي يقود الإنسان من خلال تضليله وتجهيله وتعطيل عقله فإنه في الحقيقة ينتهك إنسانيته وكرامته ، وأنا لا أريد أن أكون من الذين ينتهكون كرامة الإنسان وإنسانيته ، ولا يشرفني أن يقول شخص نعم لعبد الوهاب تعصبا ولا أتحمل مسؤولية ذلك أمام الله سبحانه وتعالى وأمام التاريخ ، بل إذا كان هناك أحد يبحث عن أخطائي فسأعينه على ذلك . إني عاهدت الله سبحانه وتعالى بأن لا أسأل مؤمنا عن خطأ أخطأه بحقي ، ولكني لن أتسامح مع من يدافع عن أخطائي في الاطروحات والمواقف . فنحن نريد قيادة الناس إلى الله سبحانه وتعالى لا إلى أنفسنا ومصالحنا ، وقيادة الناس إلى الله سبحانه وتعالى لا تكون بتضليلهم وتجهيلهم وإنما بتوعيتهم وتنويرهم وإبراز الحقائق وتجليتها إليهم ، وليست المصالح المادية والتصفيق أهم من ورضا الرب الجليل وكرامة الإنسان .

صادر عن : إدارة موقع الأستاذ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.