فهرس خطب الجمعة عام 2001

خطبة الجمعة بتاريخ 23-03-2001

نص الكلمة التي ألقاها الاستاذ بتاريخ 23 مارس 2001 م

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و على أهل بيته الطيبين الطاهرين و أصحابه المنتجبين. السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام على فاطمة الزهراء سيدتي و سيدة نساء العالمين، السلام على خديجة الكبرى، السلام على الحسن و الحسين، السلام على جميع الأوصياء و مصابيح الدجى و أعلام الهدى و منار التقى و العروة الوثقى و الحبل المتين و الصراط المستقيم، السلام على الخلف الصالح الحجة بن الحسن العسكري روحي و أرواح المؤمنين لتراب مقدمه الفدا.السلام على العلماء و الشهداء، السلام عليكم أيها الأحبة – أيها الأخوة في الله و رحمة الله و بركاته.

روى الترمذي في صحيحه و ابن ماجه في صحيحه أيضا عن الرسول الأعظم (ص) أنه قال : ” حسينٌ مني و أنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط “. و روى البخاري في صحيحه و الحاكم في المستدرك و التقي الهندي في كنز العمال الحديث بإختلاف يسير في بعض الألفاظ كقوله : ” حسين مني و أنا منه أو ورد ” حسين سبط من الأسباط ” أو الحسن و الحسين سبطا من الأسباط “. هذا الحديث فيه من القراءة الأولية دلائل على مدى التلاحم و المحبة بين الرسول الأعظم (ص) و الحسين (ع). و لكن هناك معنى أعمق في هذا الحديث يدل عليه قوله (ص) ” و أنا من حسين ” الذي يفهم من الحديث ” حسين مني ” حسين ولدي، حسين بضعة مني و لكن ماذا نفهم من قوله (ص) ” وأنا منه ؟ الذي يفهم ” و أنا منه ” و أنا من حسين ” على أن دعوة الحسين و دعوة الرسول (ص) دعوة واحدة، إن رسالة الحسين و رسالة الرسول رسالة واحدة، يدل على هذا المعنى الأحاديث التي وردت فيها هذه اللفظة مثل حديث الرسول (ص) للإمام علي (ع) ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي” فمنزلة الإمام علي (ع) من رسول الله (ص) في التبليغ عن الله تماما كمنزلة هارون من موسى، فهارون و زير موسى و مبلغ عن الله، إلا أن الحديث وضع فارقا واحدا بين هارون و الإمام علي بن أبي طالب ” إلا أنه لا نبي بعدي ” فمكانة الإمام علي من رسول الله (ص) في التبليغ عن الله تماما كمكانة هارون من موسى (ع)، إلا أن علي بن أبي طالب ليس بنبي.

و في حجة الوداع أيضا روى الترمذي نفسه و الإمام أحمد و غيرهم من أئمة الحديث، رُوِي هذا الحديث عن الرسول (ص) و هو يخاطب عليا (ع) : ” علي مني و أنا من علي لا يؤدي عني إلا أنا أو أنت”. ” علي مني ” فيها هذا المعنى الذي أشار إلى منزلة الإمام علي (ع) من رسول الله (ص). ” و هو منه ” أي أن دعوة علي بن أبي طالب من دعوة رسول (ص). و إن الإمام علي يؤدي عن الله عز و جل و يبلغ بواسطة الرسول الأعظم (ص) فالإمام علي ليس بنبي و لا يوحى إليه و لكنه في منزلة يؤدي عن الله عز و جل “.

و في ضوء هذا نفهم آية التطهير ” إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا ” فالإمام (ع) و أهل البيت عليهم السلام ليسوا بأنبياء و لا يوحى إليهم و لكنهم مطهرون من كل رجس و معصومون و هم يبلغون عن الله عز وجل بواسطة الرسول الأعظم (ص) نجد هذا المعنى بوضوح في آية أولي الأمر ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم “، قال ( أطيعوا الله ) ثم قال ( و أطيعوا الرسول ) فهناك إطاعة لله عز و جل متمثلة عن طريق القرآن الكريم، وهناك إطاعة للرسول (ص) في بيان و توضيح التفاصيل التي اشتمل عليها القرآن الكريم. هناك أشياء مجملة في القرآن الرسول (ص) بينها في الحديث. القرآن قال أقيموا الصلاة و لكن كيف نصلي ؟ الرسول يبين لنا كيفية الصلاة. ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) ؛ الله سبحان و تعالى فرض علينا الصيام في القرآن، كيف نصوم بينه الرسول. كذلك الحج و كذلك الكثير من الأحكام الشرعية نجد الحكم بصورة مجملة في القرآن و نجده بصورة مفصلة في الحديث الشريف. قال تعالى ” أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ” و لم يقل و أطيعوا أولي الأمر منكم، لماذا ؟ لأن إطاعة أولي الأمر من اطاعة الرسول يؤدون عن رسول الله (ص)، أو نقول يؤدون عن الله بواسطة الرسول (ص)، فالإمام لا يأتي بحكم جديد و لا ينسخ حكما سابقا، وإنما يؤدي ما بلّغه الله عز و جل إلى الرسول (ص).

فالرسول الأعظم (ص) حينما يقول ” حسين مني و أنا من حسين ” بمعناه الاول التأكيد على التلاحم و المحبة بين الرسول الأعظم ( ص ) و الإمام الحسين (ع) و هناك معنى أعمق هو أن دعوة الحسين و دعوة الرسول دعوة واحدة، هذا المعنى يصب في النقطة التي أثرتها في مناسبة سابقة و هي الفرق الرئيسي بين الشيعة و بقية الفرق الإسلامية. البعض يفهم أن الفرق مَنْ يحكم بعد الرسول هل هو الإمام علي (ع) أو أبو بكر ؟ و قلنا بأن هذا الفهم غير صحيح، و إنما الفرق بين الشيعة و بقية الفرق الإسلامية هي ممن نأخذ الإسلام بعد الرسول (ص). الشيعة يقولون بعد الرسول نأخذ الإسلام من القرآن و من أهل البيت عليهم السلام.

هذا ما يؤيده حديث الثقلين ” إني مُخَلِّفٌ فيكم الثقلين ؛ كتاب الله و عترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض “. و في حديث آخر للرسول (ص) “… لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما ” فالتمسك بالقرآن و بأهل البيت عصمة من الضلال. الفرق الرئيسي بين الشيعة و بين بقية الفرق الإسلامية ليس حول من يحكم بعد رسول الله لأن هذه مسألة زائلة و إنما ممن نأخذ الإسلام بعد الرسول الأعظم (ص). و بناء على هذا الفهم ننتقل إلى أهداف ثورة الحسين (ع) فهناك هدفين رئيسيين لثورة الإمام الحسين (ع) :

الهدف الأول :
هدف سياسي إصلاحي بمعنى أن الإمام الحسين في ثورته المباركة أراد أن يقوم بعمل إصلاحي للدولة الإسلامية يتناسب مع عهده (ع). فالإمام الحسين أراد بثورته أن يقوم بعمل إصلاحي في الدولة الإسلامية. هذا ما يتناسب مع الظروف السياسية القائمة على الأمر ( ما خرجتُ أشرا و لا بطرا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر ).

الهدف الثاني :
هو هدف أسمى و أكبر من هذا الهدف – الأول – و هو الهدف الرسالي المتمثل في دعوة الأمة و الرجوع إلى أهل البيت عليهم السلام لأخذ الإسلام، فالإمام علي و الإمام الحسن و الإمام الحسين اعطوا الفرصة الكافية لخط الخلفاء و ما نتج في هذا الخط.

على أن هذا الخط بدأه الخليفة الأول ثم الخليفة الثاني ثم الخليفة الثالث، و ثم وصول معاوية بعد ذلك و بنو العباس و الآن كانت النتيجة.أن الإمام الحسين (ع) في عهد يزيد قام بثورته لتنبيه الأمة إلى ضرورة وجود أهل البيت لأخذ الإسلام منهم، بعد ملاحظة ما انتهى إليه الخلفاء من إقرار و إيصال أمثال يزيد بن معاوية.

و لهذا نجد بأن الأئمة بعد الحسين ركزوا على أمرين :
الأمر الأول التركيز على ثورة الإمام الحسين (ع) لإقامة الحجة على الأمة ثم التبليغ للإسلام و لذلك الإمام السجاد و الباقر و الصادق إلى الإمام المهدي (ع) ركزوا على التبليغ الإسلامي تبليغ العقائد و الأحكام و الأحاديث و المفاهيم الإسلامية و أكدوا على ثورة الإمام الحسين (ع) و إقامة المأتم على الإمام الحسين لإقامة الحجة.

و نحن في هذه الأيام سوف نستقبل عاشوراء، و أرغب في إعطاء التعريف لهذا الموكب الحسيني، ماذا نعني بالموكب الحسيني ؟ أرجو التأمل كثيرا لهذا التعريف :

الموكب الحسيني هو حركة الأمة التاريخية لقيادة بقيادة المعصوم أو نائبه لتحقيق ثورة الإمام الحسين (ع) و يتضمن الموكب ثلاثة محاور محرِكة للأمة و هي المنبر الحسيني و المسيرة العزائية و الزيارة. و هذه المحاور كلها أو جميعها مؤسس من قبل أهل البيت (ع) فالذي أسس المنبر هم أهل البيت عليهم السلام و الذين أسسوا للمسيرات العزائية هم أهل البيت و الذين أسسوا للزيارة هم أهل البيت (ع) من خلال التأمل في هذا التعريف نجد بأن الموكب الحسيني يركز على أمرين :

الأمر الأول : ترسيخ خط أهل البيت عليهم السلام ؛ هذه أول رسالة يحملها الموكب الحسيني هو ترسيخ خط أهل البيت عليهم السلام في الأمة بوصفهم المرجع الذي نأخذ منه الإسلام الصحيح بعد الرسول (ص) و الإقتداء بهم ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الأخر) فبالإقتداء بأهل البيت السبيل للحصول على التكامل الروحي أو المعنوي و من أجل الحصول على السعادة في الدنيا و الآخرة.

الجانب الثاني الذي نحصل عليه من الموكب الحسيني حسب التعريف السابق هو حركة الإسلام في المجتمع الإسلامي. عرفنا الموكب كحركة الأمة التاريخية لتحقيق أهداف ثورة الإمام الحسين، فالموكب يقود المجتمع نحو الله عز وجل و نحو إقامة دولة العدل الإلهية، و السير في الموكب هو السير في خط أهل البيت عليهم السلام فنحن نقوم بتحريك أوضاع المجتمع و نقود أوضاع المجتمع السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية قيادة إسلامية بواسطة المفاهيم الإسلامية لترتقي تدريجيا بهذا المجتمع نحو الله عز و جل و نحو دولة العدل الإلهية.

إذن الموكب في كل زمان و في كل مكان له أهداف إصلاحية في المجتمع و من خلال الموكب نعالج جميع قضايا المجتمع معالجة إسلامية. الهدف هو الإرتقاء بهذا المجتمع نحو الإسلام و مبادئه و أهدافه التي تنتهي من عندنا على مستوى هذا الزمن، لإقامة الدولة الإسلامية ثم في النهاية إلى عصر صاحب الزمان دولة العدل الإلهي العالمية.

و لهذا ينبغي أن نأخذ النقاط التالية بعين الاعتبار بممارساتنا و قيادتنا و إرادتنا للموكب الحسيني أو المواكب الحسينية.

النقطة الأولى : الالتزام بالأحكام الشرعية لجميع الممارسات الشعارية ؛ الالتزام التام و التدقيق للأحكام الشرعية في جميع الممارسات الموكبية و أن لا نسمح لأنفسنا بإدخال أي ممارسة هي مخالفة للأحكام الشرعية، لأن بهذه الممارسة هي مصادرة لأهداف و رسالة الموكب.

النقطة الثانية : التعبير عن الصورة الحضارية المشرقة للإسلام و في مقدمة الأمور بهذا الجانب المحافظة على التلاحم و المحبة و وحدة الصف بين المؤمنين، و تجنب الفرقة و الاختلاف. فأعلم يقينا بأن الحسين يجمع و لا يفرق ” و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم “، فأي خلافات و أي منازعات باسم الحسين هي خلافات يرفضها الحسين، فالحسين يجمع و لا يفرق فعلينا أن نترفع على النوازع الذاتية و المصالح الشخصية و نبني أهداف الحسين (ع)، إلى جانب الاهتمام بالجوانب الأخرى مثل النظافة و تنظيم الموكب، يجب أن تكون المواكب الحسينية سواء كانت في المنابر أو في المآتم أو في المواكب الحسينية و في أي ممارسة شعائرية، يجب أن يكون الاهتمام بالنظافة و النظام و ما شابه ذلك.

بعض الأخوة الأعزاء – فيما يتعلق بموكب النويدرات – هذه الملاحظات موجودة حتى في المواكب الأخرى يشيرون إلى الأشخاص الذين يمشون خلف الموكب و أمام الموكب هؤلاء ينبغي عليهم أن ينتظموا في الموكب، يجب أن يهتموا بهذا الجانب لإضفاء الهيبة التي تتناسب مع الموكب الحسيني. تصور لون أن الحسين (ع) شخصيا سائر في الموكب، كيف يكون هذا الموكب ؟! كيف تكون هيبته و وقار هذا الموكب ؟! كيف ينبغي أن نحافظ على هيبة و وقار الموكب الحسيني و على المنظمين أن يهتموا بذلك.

هذا بالإضافة إلى تنظيف الموكب من كل ممارسة تشين بالموكب أو تسيء إلى الموكب و تسيء إلى أهل البيت و شيعتهم و تسيء إلى الشعائر، و من المسائل التي تثار في الوقت الحاضر مسألة التطبير. مسألة التطبير فيها إهانة كبيرة للموكب الحسيني و إلى الشعائر الدينية و إلى أهل البيت و إلى شيعتهم،
فلو افترضنا شخص واحد مصاب بالإيدز في هذا الموكب وفي التطبير فيمكن أن ينتقل في وقت واحد هذا المرض إلى عشرات الأشخاص , كذلك أمراض الدم الوراثية الأخرى , يفترض أن موجود شخص من المطبرين مصاب بمرض معدي التهاب الكبد الوبائي ينتقل مباشرة إلى أشخاص آخرين.

هذا جانب ,ومن جانب آخر , الآن لا يوجد أحد من الفقهاء يقول بأن التطبير واجب و إنما البعض يقول بأنه جائز و أعلى مستوى أو أكثر شيء نرتقي في هذا الجانب أنه مستحب فلا أحد يقول بأنه واجب و إنما هو جائز و لنفترض جدلا بأن من يقول بأنه جائز في مقابل من الفقهاء من يقول أنه محرم، فإذا وثقنا من هاذين القولين الاستحباب و الحرمة فالإنسان الذي يتعبد إلى الله و يخلص إلى الله عز و جل ماذا يفعل ؟ هناك عمل من الأعمال يقول عنه البعض أنه مستحب و هناك من يقول أنه محرم.. أ يفعل أم يترك ؟! الإنسان الذي يخلص إلى الله في العبادة يفعل هذا الشيء أو يتركه ؟

النقطة الثالثة : إن هناك فتوة من السيد علي الخامنئي (حفظه الله) يقول بحرمة هذا العمل و نحن سواء اتفقنا فقهيا أو فكريا أو سياسيا مع الإمام علي الخامنئي أو اختلفنا معه فهو اليوم يمثل رمزا سياسيا على الساحة الدولية و كسر شوكة السيد علي الخامنئي هي كسر لشوكة الإسلام و تؤثر تأثيرا سلبيا و ضارا على مكانة الإسلام في الأرض و على عزة الإسلام أيضا.

و كل إنسان مؤمن مخلص لله عز وجل ينأى بنفسه عن ذلك سواء اتفق مع السيد علي الخامنئي أو خالفه فقهيا أو سياسيا أو فكريا. أرجو أن تأخذ هذا المسألة بعين الاعتبار و هذا النقطة جاءت فيما يتعلق بالمحافظة أو التعبير عن الصورة المشرقة للإسلام منها التطبير لأنه لا يتناسب مع الصورة الحضارية المشرقة للإسلام بالإضافة إلى الجوانب الأخرى التي ذكرتها.

من جهة أخرى ينبغي على الأخوة المؤمنين المشاركة في المواكب العزائية أو المسيرات الحسينية عموما والابتعاد عن رفع كل شعار و كل ممارسة تضر بالإصلاحات الحالية المباركة في البلاد. الآن نعيش في مرحلة الإصلاحات و المطلوب منا ترسيخ هذه الإصلاحات و دفعها للإمام و المطلوب من كافة المؤمنين تجنب كل ممارسة من شأنها أن تضر بهذه الإصلاحات و رفع كل شعار يضر بهذه الإصلاحات كما نتمنى أن يكون لهذه الشعائر حضور في وسائل الإعلام المحلية ( التلفزيون أو الراديو أو الصحف ) و قد تكلمنا في هذا الشأن مع سمو ولي العهد و أكد بأن هذه المسالة سوف تؤخذ بعين الاعتبار فنرجو أن يكون احترام لهذه الشعائر و أن يكون لها حضور قوي في وسائل الإعلام المحلية.

النقطة الأخيرة : نرجو من الأخوة الخطباء إلى جانب اهتمامهم في الحديث أو البحث في العقائد و الفقه و الأخلاق الإسلامية و بحث السيرة الطاهرة لأهل البيت عليهم السلام أن يهتموا بالقضايا المحلية، القضايا الاجتماعية، سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية مع التأكيد أن تكون المعالجة معالجة علمية و ليست معالجة الجهل التي تقوم على مفاهيم غير دقيقة و معالجات غير علمية، فعلى الخطباء أن لا يثيروا أي مسألة من المسائل دون أن يرجعوا إلى أهل الاختصاص أو يقرءوا في الكتب المختصة قبل أن يبحثوا في هذا المسائل. لا تعالج هذه المسائل و مسائل الساحة معالجة سطحية أو معالجة ساذجة فجَّة، ويجب أن تكون هذه المعالجة معالجة علمية دقيقة لأن المعالجة الفجَّة تسيء إلى الإسلام و المسلمين في الوقت الحاضر و نحن نعيش منافسة حقيقية في هذا الجانب.

و بهذه المناسبة أتقدم لكل أخ قادر على العطاء أن يقدم رؤيته إذا كانت رؤيته تخدم المشروع الإسلامي للعمل الوطني أو البرنامج السياسي، و كل من له القدرة على العطاء في هذا الجانب يستطيع أن يقدم رأيه وإن شاء الله نستقبل منكم آراء كثيرة جدا و أن تكون لكم مشاركة قوية في هذا الجانب، أكرر كل من يحب و له القدرة على العطاء و المشاركة فعليه أن يتقدم بما عنده سواء كان للمشروع الإسلامي للعمل الوطني أو البرنامج السياسي.

و في الختام أذكركم بأنه في يوم السبت القادم في الساعة الثالثة و النصف و حتى الساعة الخامسة سوف يكون هناك مهرجان شعبي ( مهرجان حوار الشعبي ) الذي دعا إليه أصحاب المبادرة و سوف يكون هذا المهرجان بساحة نادي سترة في منطقة أبو العيش و نرجو أن يكون هناك حضور كثيف و مبارك.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..

بتاريخ 27 ذي الحجة 1421 هـ الموافق 23 / 3 / 2001 م
في مسجد الشيخ خلف في قرية النويدرات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.