فهرس خطب الجمعة عام 2002

خطبة الجمعة بتاريخ 20-12-2002

نص الكلمة التي ألقاها الاستاذ بتاريخ 20 ديسمبر 2002 م

الخطبة الدينية : الأمل و اليأس – رؤية قرأنية
الخطبة السياسية : ثلاث إطروحات خطرة

( لا نرغب في تتويج أحد للقيادة خارج دائرة التعرف على الاطروحات و المواقف، فنحن أمام قيادات شعبية تفرض وجودها على الجماهير من خلال تعرفهم على تاريخ و إطروحات هؤلاء لا أكثر من ذلك ولا أقل )
( أهلا وسهلا لكل أطروحة موضوعية، ولكل صاحب مواقف مشرفة، ولا للتشويش على أحد، ولا للتسقيط لا حد )
( إن مسألة التشكيك في الرموز والقيادات الوطنية، ولاسيما الإسلامية منها، واتهامهم بقلة الوعي، وسوء الأداء السياسي، والمحاولات المستميتة لإسقاطهم، كل ذلك من اجل ضرب الحركة المطلبية، وإفراغ الساحة من الرموز والقيادات الفاعلة، لتبقى الساحة ألعوبة بأيدي المغرضين و الأفاعي والأفاكين )

( إن البرلمان الحالي، وحسب الوضع الذي عليه الأعضاء، غير قادر على وضع برامج العمل الوطني، ولو افترضنا حدوث معجزة، ووضع البرنامج، فأنهم غير قادرين على تنفيذه )
( وبالتالي فالتجربة محكوم عليها بالفشل، والحكومة في مأزق، والمعارضة في الوضع القوي )
( ولكن بسبب الوضع الدستوري والسياسي الخاطئين، قاطعت الرموز والقوى السياسية البرلمان، وأصبحت الآن تدير الساحة من خارج البرلمان، بهدف الإصلاح )
( هناك أصوات تدعوا إلى العنف وتدعوا إلى العودة إلى ما يسمونه بالمربع رقم واحد، بعض هذه الدعوات مغرضة، وبعض هذه الدعوات تنبع عن جهل و قصر نظر وسطحية في الوعي السياسي، وبعضها من ورائها نوايا سيئة، وأناس مغرضون سيئون )
( هناك دعوة إلى الناس والى المؤمنين خاصة بالأمل وعدم اليأس, في مقابل دعوة شيطانية, هناك شياطين الجن والإنس، الذين يحاولون أن يزرعوا اليأس في قلوب الناس، ويُعظموا ويُكبروا الواقع المنحرف في نفوس الناس، ليزرعوه ويثبتوه، ويدخلوا اليأس في قلوب الناس من تغيير )
( هناك أكثر من يُسر، وأكثر من طريق إليه, وأكثر من نوع إلى اليسر, وأكثر من طريق إلى اليسر بعد العسر. فكيف ينجح الشيطان إلى إدخال اليأس في قلوب المؤمنين ؟
الشدة أو العسر لا يمثل حالة وجودية متأصلة ثابتة غير قابلة للتغيير, وإنما هي حالة طارئة ترتبط بالأوضاع المتغيرة, وأن العسر ينتهي والشدة تنفك من خلال العمل الدؤوب و المحسوب )
( إن بقاء الشدة, وبقاء العسر، هو دليلٌ على عدم قيام الناس بواجبهم في العمل, أو التوكل على الله, فإذا رأيتم شدة باقية, وحالة عُسر باقية, فذلك لأن الناس لم يقوموا بواجبهم ولم يعملوا المطلوب منهم. فإذا عملوا المطلوب فلا بدّ للعسر أن ينكشف ولا بدّ للشدة أن تنكشف )
( فأي مجتمع من المجتمعات يقع في شدة، ويعمل بجد وإخلاص من أجل إنهائها، فأنها لابدَّ أن تنتهي الشدة إلى الرخاء ولابدّ أن ينتهي العسر إلى يسر, ولا يوجد هناك استثناء في الحالة المجتمعية )
( أن الحياة جد، وأنها خُلقت من أجل العمل, ولم تُخلق من أجل الكسل أو اللعب أو اللهو.فالإنسان يجب أن يعمل العمل الجاد المثمر, ولا يشتغل باللعب )
( فإذا وجدنا بطالة، فمعنى ذلك، أن هناك سؤ تخطيط, وأن هذه الحالة غير واقعية فهي حالة مُفتعلة، فواجب الحكومات أن توفر العمل لأبنائها )
( كل نشاط سياسي، وكل نشاط ثقافي, وكل نشاط اجتماعي، وكل نشاط اقتصادي, يجب أن يكون ضمن المشروع العبادي )
( أيها الإنسان، مبدؤك من الله جل جلاله، ومنتهاك إلى الله عز وجل, وأن حياتك ومصيرك لله, وبالتالي عليك أن ترغب إلى الله وتتوجه إلى الله بكلك، و لا إلى غيره )

أعوذ بالله السميع العليم من شر نفسي و من سوء عملي و من شر الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، اللهم صلي على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين, وأصحابه المنتجبين, ومن اتبعه بإحسان إلى قيام يوم الدين.

السلام عليك يا رسول الله, السلام عليك يا أمير المؤمنين, السلام عليك يا فاطمة الزهراء سيدتي وسيدة نساء العالمين, السلام عليك يا خديجة الكبرى, السلام على الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة, السلام على جميع الأوصياء, مصابيح الدجى, وأعلام الهدى ومنار التقى, والعروة الوثقى, والحبل المتين و والصراط المستقيم, السلام على الخلف الصالح الحجة بن الحسن العسكري روحي وأرواح المؤمنين لتراب مقدمه الفداء, السلام على جميع الأنبياء والأوصياء والعلماء والشهداء, السلام على شهداء الانتفاضة, السلام عليكم أيها الأحبة, أيها الأخوة والأخوات في الله ورحمة الله وبركاته..

مسألة في غاية الخطورة:

قال الله تعالى: ( فإن مع العسر يسرا, إن مع العسر يسرا, فإذا فرغت فانصب, وإلى ربك فارغب ). . آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

الآيات الشريفة المباركة, تعالج مسألة في غاية الخطورة والأهمية في حياة الأفراد والمجتمعات, والمسألة هي مسألة اليأس والأمل. الآيات الشريفة المباركة, تدعو الناس إلى الأمل وتنهاهم عن اليأس، وتقيم الدليل على صحة وصدق هذه الدعوة, وتبين أيضًا الطريق إلى الخروج من العسر إلى اليسر, أو من الشدة إلى الرخاء و الفرج.

أجواء النـزول:

وقبل أن أبدأ بالدخول في مضامين الآيات الشريفة, ومعالجة مسائلها، أحاول أن أرسم الأجواء التي نزلت فيها.

هناك حالتين يذكرها علماء التفسير:

فساد وكفر وظلال:

الحالة الأولى: هي حالة الرسول الأعظم (ص) قبل البعثة: حيث كان يرى فساد وكفر وضلال المجتمع, وكان ذلك يثقل على نفسه الشريفة كثيرا، إلا أنه لم يستسلم, ولم يركن إلى الراحة والدعة، وإنما كان يبحث عن الطريق لهداية المجتمع, وإرشاده وإصلاحه.

الكيد والمكر والمؤامرات:

والمدد الإلهي:

الحالة الثانية: هي حالة الرسول الأعظم (ص) بعد البعثة: حيث كانت الصعوبات أو العقبات الصعبة الكبيرة, تقف في وجه الدعوة, وكان هناك الكيد والمكر والمؤامرات الظاهرة والخفية، التي كانت تحاك ضد الرسول الأعظم (ص) وضد دعوته, وأصحابه، ولم يضعف الرسول الأعظم ( ص ) ولم يستسلم، وكان يبحث عن الطريق والمخرج من كل ذلك، وكذلك أصحابه. وكان الرسول الأعظم (ص) وأصحابه يشعرون بالحاجة إلى الله جل جلاله، ويطلبون العون والمدد منه, وأن الله لم يخذل الرسول ولم يخذل أصحابه, فقد مدهم بعونه, فأنزل الوحي على رسوله وأنار له بالوحي الطريق, وعرفه النهاية, فكان يشعر بمسرة الحاضر، وكان يشتاق إلى حسن العاقبة التي عرفها إياه الوحي، وشرح الله صدر الرسول (ص), لقبول كل ما يلقيه إليه الوحي, وشرح صدره لاستيعاب الواقع والتعامل مع الواقع, فتعامل مع الواقع بصبر وحكمة بالغين. وقد جمع الله تعالى لرسوله العظيم (ص), الاشتغال بمصالح العباد، وأيضًا الاشتغال بعبادة الله عز وجل, ومنّ عليه وأكرمه بالكمالات المعنوية الإنسانية الرفيعة, ورفع له ذكره في الدنيا والآخرة.

كل هذه المعاني, تشير إليها الآيات من سورة ( الانشراح ).

قوله تعالى:( ألم نشرح لك صدرك, ووضعنا عنك وزرك, الذي أنقض ظهرك, ورفعنا لك ذكرك ).

فكانت هذه الألطاف التي تفضل الله جل جلاله بها على عبده ورسوله محمد (ص)، هي بمثابة الدليل على صدق الدعوة، أي الدعوة إلى الأمل وعدم اليأس.

الأمـــل:

قوله تعالى: ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ).

هذه الآيات فيها الدعوة إلى الأمل وعدم اليأس. دعوة الناس أفرادا وجماعات, إلى الأمل وتنهاهم عن اليأس. لأن الأمل إيمان وثقة بالله عز وجل، ولأن الأمل محبة ومودة وأنس, ولأن الأمل عمل وسعي وحركة، ولأن الأمل نهوض بالمسؤولية وتغيير للواقع وإصلاح للمجتمع والفرد.

اليــأس:

بينما اليأس كفر بالله، وكفر بنعمه، وعدم الثقة برحمته وقدرته جل جلاله, واليأس عُقد نفسية: حقد و كراهية، وحشة و ظلمة, خمول و كسل, واليأس قعود عن المسؤولية و إهمال لها, واليأس إفساد للفرد وللمجتمع.

التكرار يفيد التأكيد:

قوله تعالى: ( فإن مع العسر يسرا, إن مع العسر يسرا ).

الآية الشريفة المباركة فيها تكرار، وهذا التكرار يفيد التأكيد، التأكيد على أن اليسر يقع بعد العسر, والفرج بعد الشدة.

دعوة الله ودعوة الشيطان:

أيها الأحبة، أيها المؤمنون: هناك دعوة إلى الناس والى المؤمنين خاصة بالأمل وعدم اليأس, في مقابل دعوة شيطانية, هناك شياطين الجن والإنس، الذين يحاولون أن يزرعوا اليأس في قلوب الناس، ويُعظموا ويُكبروا الواقع المنحرف في نفوس الناس، ليزرعوه ويثبتوه، ويدخلوا اليأس في قلوب الناس من تغييره.

بمن تؤمنون ؟!

أيها الأخوة, أيها الأحبة: بمن تؤمنون وبمن تثقون ؟ هل تؤمنون بالله، أم تُؤمنون بالشيطان ؟ و هل تثقون بالله، أم تثقون بالشيطان ؟ و هل تُطيعون الله ، أم تُطيعون الشيطان ؟.

الله يأمركم بالأمل, وينهاكم عن اليأس, والشيطان وأتباع الشيطان يريدون أن يزرعوا اليأس في قلوبكم, فبمن تُؤمنون ؟ ومن تُطيعون ؟ الله أم الشيطان ؟

لطف ومحبة وأنس:

قوله تعالى : ( فإن مع العسر يسرا , إن مع العسر يسرا ) .

التكرار يفيد التأكيد كما قلت لكم قبل قليل، لكي تطمئن النفوس إلى هذا الوعد الإلهي العظيم, والذي نجد فيه ود الله و محبته, والذي نجد فيه لطف من الله بالمؤمنين.

فهل نستشعر بهذا اللطف والمحبة والمودة ؟ و هل نستشعر بهذه العناية الإلهية الكريمة ؟ أم نبتعد عنها إلى الشيطان ؟

أكثر من يسر.. وأكثر من طريق:

قوله تعالى : ( فإن مع العسر يسرا, إن مع العسر يسرا ).

التنوين في الآية الشريفة المباركة (يسراً): يفسره العلماء بأنه يُفيد التنويع, أي أن هناك أكثر من يُسر، وأكثر من طريق إليه, أكثر من نوع إلى اليسر, وأكثر من طريق إلى اليسر بعد العسر. فكيف ينجح الشيطان إلى إدخال اليأس في قلوب المؤمنين ؟

المصاحبة والتأكيد:

قوله تعالى: ( فإن مع العسر يسرا, إن مع العسر يسرا ).

هنا لفظ ( مع ) له معنيين أو له دلالتين كما يقول علماء التفسير:

الدلالة الأولى: بعض علماء التفسير يقول أن لفظ ( مع ) يدل على المصاحبة, بمعنى أن الشدة أو العسر لا يمثل حالة وجودية متأصلة ثابتة غير قابلة للتغيير, وإنما هي حالة طارئة ترتبط بالأوضاع المتغيرة, وأن العسر ينتهي والشدة تنفك من خلال العمل الدؤوب و المحسوب, فالشدة أو العسر ليست حالة مُتأصلة وإنما حالة طارئة, وأن العسر يحمل في جوفه اليسر, والشدة تحمل في جوفها الرخاء، فالرخاء إذن يتولد من خلال العمل.

الدلالة الثانية: أن ( مع ) تعني أو تفيد التأكيد. توكيد أن اليسر يقع بعد العسر، والرخاء يقع بعد الشدة, إما عاجلاً أو آجلا, طال الزمن أو قصُر, لا بد أن تتبع الشدة الرخاء ويتبع العُسر اليُسر, وأن ذلك يتوقف على العمل. لهذه الآية الشريفة المباركة في مجملها عدة دلالات:

ضيق وشدة:

الدلالة الأولى: أن الآية تشير إلى أن الرسول الأعظم ( ص ) وأصحابه كانوا يعيشوني ضيق حقيقي, وفي شدة حقيقية, وأن هذه الشدة أو هذا الضيق عظيم وكبير جدا.

الحاجة إلى الله:

الدلالة الثانية: أن الرسول الأعظم ( ص ) وأصحابه, كانوا يشعرون بالحاجة إلى الله عز وجل, وبالحاجة إلى عون الله، و إلى دعم ومساندة الله إليهم، وأنهم توجهوا إلى الله عز وجل من أجل ذلك.

استجابة رحيمة:

الدلالة الثالثة: أن الله استجاب لهم، وأنه لم يخذلهم, وأنه جعل لهم بعد العسر يسرا, وبعد الشدة رخاء.

سنة جارية:

الدلالة الرابعة: وهي الأكثر أهمية وأنها سنة جارية. أنّ كون العسر أو الشدة حالة طارئة غير ثابتة أو متأصلة، وإنما هي حالة طارئة تتغير بالعمل الجاد المحسوب, وأن ذلك سنة جارية باقية إلى يوم القيامة, وأنها لا تختصُ بالرسول الأعظم ( ص ). فإذا وُجدت الشدة، وإذا وُجدت العثرة, أو وجدت الحالة الصعبة، وتحرك الناس الذين وقعت عليهم الشدة، أو الذين وقعوا في حالة عُسر، و عملوا من أجل فكها عنهم، وتوكلوا على الله عز وجل، فإن الله لا بد أن يُفرج العسر ويفرج الشدة.

دليل على عدم القيام بالواجب:

الدلالة الخامسة والأخيرة: إن بقاء الشدة, وبقاء العسر، هو دليلٌ على عدم قيام الناس بواجبهم في العمل, أو التوكل على الله, فإذا رأيتم شدة باقية, وحالة عُسر باقية, فذلك لأن الناس لم يقوموا بواجبهم ولم يعملوا المطلوب منهم. فإذا عملوا المطلوب فلا بدّ للعسر أن ينكشف ولا بدّ للشدة أن تنكشف.

سؤال مهم:

هناك سؤال أثاره العلامة الشيخ محمد جواد مغنيه ( رحمه الله تعالى ) في كتابه ” الكاشف “، يقول: بأن البعض قد يعيشون الشدة حتى الممات، فما هو تفسير ذلك العلامة الشيخ محمد جواد مغنية ؟ أجاب على السؤال: بأن الآية تتناول الحالة الأعم الأغلب, فالذين تقع عليهم الشدة, وتبقى الشدة معهم حتى وقت الممات، هذه حالات قليلة استثنائية. أما الأعم الأغلب فإن الشدة أو العسر ينتهي بالرخاء و الفرج.

حالة مجتمعية:

وأضيف إلى جوابه: أني أقدر بأن الآية الشريفة المباركة تنظر إلى الحالتين: الحالة الفردية والجماعية، وأنها تنظر بالدرجة الأكبر إلى المجتمعات. فهي تبحث وتتناول حالة الفرد والمجتمع, ولكن الأكثر تأكيدا هي حالة المجتمع, فأي مجتمع من المجتمعات يقع في شدة، ويعمل بجد وإخلاص من أجل إنهائها، فأنها لابدَّ أن تنتهي الشدة إلى الرخاء, ولابدّ أن ينتهي العسر إلى يسر, ولا يوجد هناك استثناء في الحالة المجتمعية، وإذا وجد استثناء فهو في الحالات الفردية, وأعتقد انه لا يوجد استثناء حتى في الحالات الفردية، فإذا وقع الفرد في شدة، وعمل بجد وإخلاص, وتوكل على الله عز وجل، فلا بدّ أن الله يُفرج عنه.

قبول الاستثناء :

نعم هناك جانب نقبل فيه الاستثناء إلى حدٍ ما, لأن القاعدة هذه ترتبط بعاملين، هما:

العامل الأول: هو حكمة الله عز وجل.

العامل الثاني: هو الأسباب الطبيعية. الإنسان إذا عمل وُفق الأسباب الطبيعية, وتوكل على الله عز وجل، فالآية تقول بأن هذه الحالة لا بد ان تنتهي، ويتحول العسر إلى يسر، ويقع الرخاء بعد الشدة. لكن هناك جانب آخر هو جانب الحكمة الإلهية, أن الله بحكمته يقدر أن يبقي هذا الفرد أو هذا العبد, في حالة عُسر أو في حالة شدة ،لأن مصلحته في ذلك، كأن يكون في حالة توجه ودعاء مستمر لله عز وجل,فالإنسان في حالة الشدة يتوجه عادة إلى الله جل جلاله,و أن توجه هذا العبد وتعلقه بالله، خيرٌ له من اليسر الذي يعقب العسر، والرخاء الذي يعقب الشدة. وفي جميع الحالات، الإنسان لا يحرم من الثواب الأخروي, فالثواب الأخروي مضمون مائة بالمائة.

النتائج الإيجابية .. والنتائج السلبية:

من جهة ثانية : لو افترضنا ان الاستثناء قائم ، وان بعض من يعمل من اجل فك طوق المحنة أو الشدة ،يفشل في ذلك رغم عمله وتوكله على الله ، ويموت قبل ان يذوق طعم العافية ، أو الرخاء والفرج.لو افترضنا ذلك، فأنها حالات استثنائية قليلة، وان الأعم الأغلب، كما ذكر العلامة الشيخ محمد جواد مغنيه ( رحمه الله )، وان هذا القليل المستثنى، لا يعلم بأنه من الاستثناء، وان تكليفه الشرعي، هو الأمل وعدم اليأس، وفائدة ذلك، ان الإنسان إذا عاش حالة الأمل حتى لو كان الوضع شديد على نفسه، فأنه يشعر بالراحة النفسية، ويشعر بالاطمئنان، أما إذا كان يعيش اليأس فسوف يشعر بالتعب والعقد النفسية، وسوف يعيش الوحدة والضيق من نفسه، ومن الناس، ومن كل ما حوله، و سيتقاعس عن القيام بمسؤولياته، وسيشعر بالخمول والكسل عن أداء الواجب، وفي ذلك يقيناً فساد للفرد والمجتمع.بينما يولد الأمل الحركة التي تكون نتائجها إيجابية على الفرد والمجتمع. وبالتالي فأن نتائج حساس الفرد بالأمل وعدم اليأس، يعود بالنتائج الإيجابية على الفرد و المجتمع، حتى لو بقي الفرد في شدته إلى مماته، بينما ينتج اليأس نتائج وخيمه على الفرد و المجتمع، إذا لم يشعر بالأمل وعاش الشعور باليأس حتى مماته. فينبغي أن نحذر من دعوات الشياطين، ومحاولة الشياطين لإدخال اليأس في قلوبنا، بحجة أن بعض الناس يموتون في الشدة، ولا يذوقون الرخاء قبل الموت، فينبغي أيها الأحبة أن نشعر بالأمل الذي أمرنا الله به.

طريقين إلى اليسر بعد العسر:

أيها الأحبة: أن الله جل جلاله قد بين لنا الطريق إلى اليسر بعد العسر، والطريق إلى الرخاء بعد الشدة، وهما طريقان:

الطريق الأول – قوله تعالى: ( فإذا فرغت فانصب ).

العلماء أعطوا معنيين إلى هذه الآية:

اتعب نفسك في العبادة:

المعنى الأول: أنه إذا( فرغت ) من أي عمل من أمور الدنيا ( فانصب ) أي اتعب نفسك في العبادة و توجه إلى الله بالشكر والدعاء والابتهال والخشوع.

الله جل جلاله يخاطب الرسول الأعظم ( ص ): إذا فرغت من أمر من أمور الدنيا، وإذا فرغت من أمر الجهاد في سبيل الله، وإذا فرغت من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا فرغت من أمر الدعوة إلى الله عز وجل، وإذا فرغت من العمل من أجل تنمية وتطوير وازدهار الحياة، فتوجه إلى الله عز وجل، قُُم بين يدي الله بالصلاة، و بالدعاء، و بالابتهال، و بالخشوع، واتعب نفسك في ذلك.

الدعوة إلى شيأين :

( فانصب ) يعني التعب، فهي دعوة إلى شيئين:

أولا: الدعوة إلى العبادة.

ثانيا: الدعوة إلى الإكثار من العبادة واتعاب النفس في العبادة.

الرابط العظيم:

أيها الأحبة:هناك ربط بين السعي في تطوير الحياة الدنيا وازدهارها، وبين العبادة في الآية الشريفة المباركة، ولها عدة دلالات:

بيد الله وحده:

الدلالة الأولى: أن الانتقال من العسر إلى اليسر أو من الشدة إلى الرخاء، هو بيد الله وحده، فلهذا الآية تأمرنا بالتوجه إلى الله عز وجل لكي تنجح مساعينا في ذلك.

لكي تتحقق الاستقامة:

الدلالة الثانية: لكي تتحقق الاستقامة في تطوير وتنمية وازدهار الحياة, يجب أن يكون العمل من أجل الآخرة ومن اجل الله جل جلاله, فإذا انفصل العمل من أجل الدنيا, عن العمل من أجل الله و الآخرة, فإن هذا العمل لا يستقيم أبدا.

الزاد في الطريق:

الدلالة الثالثة: إن التوجه إلى الله عز وجل وعبادته هو بمثابة الزاد الذي يُقوي الإنسان على العمل في الدنيا, فالإنسان الذي يسعى ويتعب في الحياة، يحتاج إلى الزاد الذي يُقويه على القيام بشؤون و تطوير الحياة، و زاده في ذلك تقواهُ, و عبادة الله و ارتباطه بالله عز وجل، فالارتباط يُزود الإنسان بالقوة في تنمية الحياة

لا تركن إلى الراحة والكسل:

المعنى الثاني: ( فإذا فرغت فانصب ) يعني إذا فرغت من العمل فلا تركن إلى الراحة, لا تركن للكسل، وإنما توجه إلى عمل آخر, وجد واجتهد وثابر فيه.وفي ذلك عدة دلالات:

الحياة جد وعمل:

الدلالة الأولى: أن الحياة جد، وأنها خُلقت من أجل العمل, ولم تُخلق من أجل الكسل أو اللعب أو اللهو.فالإنسان يجب أن يعمل العمل الجاد المثمر, ولا يشتغل باللعب, وهو العمل الغير هادف، والذي ليست له نتائج جديه في الحياة، ولا يشتغل بالأعمال التافه واللهو، وهو العمل الذي ليست له أهداف أساسا، أو له أهداف ضارة بالحياة، فعلى الإنسان ان لا يضيع حياته في العمل التافه واللهو والعب، وإنما في العمل المثمر والعمل المُنتج النافع في للإنسان في الدنيا و الآخرة.

خطورة الفراغ:

الدلالة الثانية: أن الآية تنبهنا إلى خطورة الفراغ, وان الفراغ يُمثل خُطورة على الإنسان, والبطالة تمثل خطورة على الإنسان, وفيها مفسدة للإنسان, تلوث تفكير الإنسان, وتلوث نفسية الإنسان, و تحمل الإنسان على الانحراف في سلوكه. وأن الفراغ والبطالة خلاف رسالة الإنسان في الحياة, لأن الله خلق الإنسان في الحياة وجعل له رسالة يحملها في الحياة, والبطالة خلاف رسالة الإنسان في الحياة.

قال الله تعالى: ( أني جاعل في الأرض خليفة ). فالإنسان خُلق من أجل غاية شريفة، نبيلة، رفيعة الشأن في هذه الحياة, وعليه رسالة يحملها, والإنسان عندما يكون فارغا بدون عمل، فهذا خلاف رسالته, وأيضا خلاف التوجيهات السماوية, وخلاف الأمر الذي فرضهُ الله على الناس في الحياة, ولهذا فمسؤولية الحكومات أن توفر العمل إلى أبناء الشعب.

تستوعب كل نشاط:

هذه الآية ( فإذا فرغت فانصب ) إذا حُملت على المعنى الثاني، فأنها تقول بأن الحياة تستوعب كل نشاط للإنسان، ولا تضيق بأي جهد للإنسان، مهما عظم هذا الجهد وأتسع في نطاق الحياة ومختلف شؤونها.

سوء التخطيط:

فإذا وجدنا بطالة، فمعنى ذلك، أن هناك سوء تخطيط, وأن هذه الحالة غير واقعية فهي حالة مُفتعلة.

لأن الآية السابقة الشريفة المباركة، تؤكد على ان الحياة، تستوعب كل نشاط, وكل جهد للإنسان, فواجب الحكومات أن توفر العمل لأبنائها, لأبناء الشعب وأن وجود البطالة, دليلٌ على أنها حالة مُفتعلة، أو تدل على سؤ التخطيط.

لا تتوجه لغير الله:

الطريق الثاني: ( وإلى ربك فارغب ) أي توجه إلى الله عز وجل بقلبك وعملك ولا تتوجه لغير الله وفي هذه الآية عدة دلالات:

ضمن المشروع العبادي:

الدلالة الأولى: على أن الحياة كلها, وكل نشاط سياسي، وكل نشاط ثقافي, وكل نشاط اجتماعي، وكل نشاط اقتصادي, يجب أن يكون ضمن المشروع العبادي.

قال الله تعالى: ( وما خلقت الجنّ والأنس إلا ليعبدون ).فأجعل أيها الإنسان، كل نشاطك لله عز وجل, ومن ضمن المشروع العبادي, تقّيد بالمشروع العبادي في الحياة، وبالمنهج الإلهي في الحياة, واخلص لله عز وجل.

من الله المبدأ.. وإليه المنتهى :

الدلالة الثانية: أن مُنتهى الحياة كلها لله عز وجل.

قال الله تعالى: ( يا أيها الإنسان أنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه ).أنت أيها الإنسان، مبدؤك من الله جل جلاله، و منتهاك إلى الله عز وجل, وأن حياتك ومصيرك لله, وبالتالي عليك أن ترغب إلى الله وتتوجه إلى الله بكلك، ولا إلى غيره .

لا يملك أن ينفعك أو يضرك:

الدلالة الثالثة: أن غير الله لا يملك أن ينفعك بشيء أو يضرك بشيء.

قال الرسول الأعظم ( ص ): (إذا سألت فسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله, فلو اجتمعت الأنس والجن على أن ينفعوك بشيء لا ينفعوك إلا بشيء كتبه الله إليك, ولو اجتمعت الأنس والجن على أن يضروك بشيء لا يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك ).

باختصار شديد خذ مثال ذلك, فرعون أكبر طاغوت في الأرض, والذي يمتلك ما لانهاية له من الرجال وما لانهاية من العتاد, أسألك بالله سؤال هل هذا الإنسان يملك نفسا واحدا من حياته ؟ إذا أخذ نفس، هل عنده اطمئنان بأنه سوف يأخذ النفس الثاني, يقينا أنه لا يملك ذلك !! فكيف يقدر أن يضرك بشيء ؟ أو ينفعك بشيء وهو لا يملك من نفسه حتى النفس الواحد!! ( الله أكبر ) لا يوجد شيء أكبر من الله !! لا تغركم أمريكا ولا الفراعنة, ولا الطواغيت, فهم لا يملكون من حياتهم حتى النفس الواحد.

قال الله تعالى: ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ), هذا هو الطريق الأخر الذي يجب أن نعرفه, التوجه نحو الله عز وجل, والتوكل عليه، والعمل بالأسباب الطبيعة، ولنكن مطمئنين الى وعد الله، وعدالة السنن الكونية والسنن التاريخية، وان الواقع الظالم او المنحرف سوف يتغير لا محالة، هما كان كبيرا، ثقوا في ذلك واطمئنوا ولا تيئسوا، ولا يكبر الواقع المنحرف او الظالم في أنفسكم، ولا يغرينكم بالله الغرور، ولا تغرنكم شياطين الجن و الإنس الذين يحاولون ان يدخلوا اليأس الى قلوبكم وأنفسكم الطاهرة.

ثلاث إطروحات خطرة:

بعد هذه الوقفة القصيرة مع الآية الشريفة المباركة, أريد أن أشير إلى بعض الأمور المهمة في ساحة العمل الوطني، وبالتحديد أريد أن أحذر من ثلاث أطروحات خطرة تُطرح على الساحة المحلية الآن:

تدعو إلى العنف:

الاطروحة الأولى: هناك أصوات تدعوا إلى العنف وتدعوا إلى العودة إلى ما يسمونه بالمربع رقم واحد، بعض هذه الدعوات ٌمغرضة، وبعض هذه الدعوات تنبع عن جهل و قصر نظر وسطحية في الوعي السياسي، وبعضها من ورائها نوايا سيئة، وأناس مغرضون سيئون، فينبغي أن نكون على حذر من هذه الدعوات، لأن هذه الدعوات لا تخدم أبدا المصلحة الوطنية، ولا الحركة المطلبية، بل تسيء إليها، وتُعيق تحقيق أهدافها ومطالبها المشروعة.

تصور وهمي:

الاطروحة الثانية: وهي التي تحاول أن تقلل من أهمية دور رموز المعارضة من خارج البرلمان بعد المقاطعة، و تصور انتهاء دورهم في الساحة الوطنية، وأن الدور قد أستلمه أولئك الأشخاص المجهولون المغمورون، الذين لا يمتلكون الحد الأدنى من الكفاءة للتمثيل النيابي، وأنهم سيستلمون الساحة وسيديرونها، في غياب دور الرموز الإسلامية و الوطنية الكبيرة، وغياب دور القوى السياسية الرئيسية الفاعلة الكبيرة.

الذي في مأزق:

أعلموا أيها الأحبة ان هذه الاطروحة وهمية ولا أساس لها من الصحة، تأكدوا مائة بالمائة، وتأكدوا بأن الذي في المأزق هي الحكومة وليست المعارضة والقوى السياسية الفاعلة، التي سوف تبقى فاعلة وستدير الساحة من خارج البرلمان. لو كانت الحالة السياسية في البلاد صحيحة، ولو كان الوضع الدستوري صحيحا، ودخلت الرموز و القوى السياسية إلى البرلمان، لتم احتواء المعارضة، واحتواء الرموز ومشاركتهم في العمل السياسي من داخل المؤسسة البرلمانية، ولكن بسبب الوضع الدستوري و السياسي الخاطئين، قاطعت الرموز والقوى السياسية البرلمان، وأصبحت الآن تدير الساحة من خارج البرلمان، بهدف الإصلاح، وبالتالي: فالحكومة هي التي في المأزق، لأنها فشلت في احتواء الرموز والقوى السياسية، والقوى السياسية المعارضة هي التي في الوضع الأقوى والفاعل، وبالتالي فالتجربة محكوم عليها بالفشل، وان الساحة تدار من خلال القوى الوطنية الفاعلة من خارج البرلمان، فالحكومة هي في موقف الضعف وليست المعارضة، وان كل الكلام الذي تسمعونه خلاف ذلك، كلام وهمي ولا حقيقة له ( الحكومة هي التي في المأزق، والمعارضة في موضع قوي جدا )، ونحن بناء على ذلك نطالب الحكومة بأن تدخل في حوار وطني مع القوى السياسية المعارضة، على أساس دستور 1973م، وميثاق العمل الوطني للخروج من هذا المأزق.

متاهات البرلمان:

إن أعضاء البرلمان فشلوا ودخلوا في متاهات لاختيار الرئيس ونائبي الرئيس، فإذا كان البرلمان بهذا المستوى، هل هم قادرون على ان يبلوروا برامج العمل الوطني السياسي و الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ؟

الجواب بالطبع لا، مع هذا الضياع الذي يسيطر على أعضاء البرلمان في غياب التكتلات، والقوى السياسية الرئيسية الفاعلة، والرموز الإسلامية والوطنية الكبيرة، ذات الخبرة و الكفاءة و التاريخ النضالي الكبير، ولو حدثت معجزة، وطلع منهم عباقرة متميزون، لا توجد نهاية إلى عبقريتهم، وأوجدوا بمفردهم في ظل الشتات الموجود بين أعضاء البرلمان، لو وجدت المعجزة، ووضع هذا البرنامج، فهل يستطيعون تنفيذه في ظل الشتات المعهود ؟؟ بالطبع لا.

محكوم عليها بالفشل:

والخلاصة: ان البرلمان الحالي، وحسب الوضع الذي عليه الأعضاء، غير قادر على وضع برامج العمل الوطني، ولو افترضنا حدوث معجزة، ووضع البرنامج، فأنهم غير قادرين على تنفيذه.

وبالتالي فالتجربة محكوم عليها بالفشل، والحكومة في مأزق، والمعارضة في الوضع القوي، وان الكلام الذي تسمعونه خلاف ذلك، هو من أجل التشويش، ومن اجل إدخال اليأس الى قلوبكم، فكونوا على وعي وعلى حذر منه.

تشكيك في الرموز:

الاطروحة الثالثة: وهي الاطروحة التي تحاول ان تشكك في الرموز الإسلامية والوطنية الكبيرة، وتحاول ان تسقط كل القيادات ولاسيما القيادات الإسلامية المعروفة، وتسقط كل الرموز، وتتهمهم بعدم الوعي السياسي، والفشل في الأداء السياسي.

بالله عليكم !! هذه الإنجازات التي ترونها في الساحة الوطنية، وتتنفسون في أجوائها، من أين جاءت ؟!! وبفضل من جاءت ؟ وأين أولئك الرموز و القيادات من العباقرة و المتميزين الذين لا نعرفهم ؟ أين هؤلاء الذين يبشرون بهم ؟!! أتساءل: هذه القيادات من العباقرة المتميزين، هل منعهم أحد من تقديم أطروحاتهم، وهل أوجد أحد جدارا بين الناس وبين مواقفهم، أو منعهم أحد من ان يمارسوا أدوارهم في ساحة العمل الوطني، لكي لا يعرف الناس أطروحات هؤلاء ومواقفهم ؟!! بالطبع لا.

المبشرون:

وأقول: أن هذه القيادات التي يبشرون بها ويبجلونها، أما أن تكون قيادات جديدة، قد ظهرت على الساحة توا، وبالتالي فالطريق لازال أمامها مفتوحا، لكي تثبت كفاءتها، وجدارتها لقيادة الساحة، من خلال أطروحاتها ومواقفها، فيلتف الناس حولها، ويسلمونها زمام أمورهم عن معرفة بهم، ويقين بأدائهم. وأما أن تكون قيادات قديمة ومعروفة للساحة بأطروحاتها ومواقفها، وبالتالي فقد أخذت موقعها في الساحة وبين الجماهير على أساس ذلك.

من أجل ضرب الحركة المطلبية:

والخلاصة: ان مسألة التشكيك في الرموز والقيادات الوطنية، ولاسيما الإسلامية منها، واتهامهم بقلة الوعي، وسوء الأداء السياسي، والمحاولات المستميتة لإسقاطهم، كل ذلك من اجل ضرب الحركة المطلبية، وإفراغ الساحة من الرموز والقيادات الفاعلة، لتبقى الساحة ألعوبة بأيدي المغرضين و الأفاعي والأفاكين، فكونوا أيها الأحبة على وعي وعلى حذر منهم، ونحن على ثقة بوعيكم، وسوف تذهب جهود المغرضين هباء منثورا.

أهلا وسهلا:

ونقول في الختام: أهلا وسهلا لكل أطروحة موضوعية، ولكل صاحب مواقف مشرفة، ولا للتشويش على أحد، ولا للتسقيط لأحد.

إننا مع كل إنسان شريف و مضحى من أجل هذا الشعب الوفي، ومن اجل هذا الوطن العزيز، ونقول: لا نرغب في تتويج أحد للقيادة خارج دائرة التعرف على الاطروحات و المواقف، فنحن أمام قيادات شعبية تفرض وجودها على الجماهير من خلال تعرفهم على تاريخ و أطروحات هؤلاء لا أكثر من ذلك ولا أقل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بتاريخ 16 شوال 1423 هـ الموافق 20 / 12 / 2002 م
في مسجد الشيخ خلف في قرية النويدرات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.