فهرس خطب الجمعة عام 2003

خطبة الجمعة بتاريخ 28-02-2003

نص الكلمة التي ألقاها الاستاذ بتاريخ 28 فبراير 2003 م

الخطبة الدينية : معالجة إشكاليات خيار العفو
الخطبة السياسية : عجز الأنظمة العربية عن حماية الأمن القومي والوطني

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أعوذ بالله السميع العليم من شر نفسي الأمارة بالسوء ومن شر الشيطان الغوي الرجيم

الخطبة الدينية

قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: ( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) النحل- الجزء الرابع عشر. أمنا بالله صدق الله العلي العظيم .

تحدثت في الأسبوعين قبل الماضي عن القواعد التي تقوم عليها الدعوة إلي الله في حالة السلم أو الحوار وهي ثلاث قواعد ( قاعدة الحق ، قاعدة الخير ، قاعدة المنفعة ) ثم تحدثت عن الردع أو المعاقبة في حالة المواجهة أو الاعتداء ، وذكرت ثلاث مستويات إلى الردع : الردع الفكري ، والردع السياسي ، والردع العسكري ، وذكرت في حالة الاعتداء أربع احتمالات ، ثلاثة منها يلزم الرد بالعاقبة ، وواحد مها أعطى الله المؤمنين فيه الخيار بين المعاقبة والعفو, وحبب إليهم العفو ولم يلزمهم به . الآية ( 126 ) من نفس السورة .

وحديث هذا الأسبوع هو استمرار للحديثين السابقين على ضوء الآيتين ( 127 ، 128 ) من سورة النحل ، و فيه معالجة لما يمكن أن يواجه المؤمن من أشكالات في حال اختيارهم العفو .
قوله تعالى: ( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ ) الخطاب موجه للنبي (ص) والمراد به عموم المؤمنين يأمرهم فيه بالصبر على ما أصابهم ويصيبهم في سبيل الله تعالى من الأذية والألم والتحديات ، وفيه تعزيز لخيار العفو الذي هو خير كما أوضحته في الأسبوع قبل الماضي .

قوله تعالى: ( وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ ) فيه ربط الصبر بالله تعالى ، وله دلالتين هما :
الدلالة الأولى: أن الصبر الذي هو العفو يحتاج إلى مقاومة الانفعال والرغبة الفطرية للرد على الاعتداء بالمعاقبة , ولا يكون ذلك إلا بالله الذي يعين على الصبر وضبط النفس , فإن التوجه إلى الله وذكره تعالى يؤدي إلى ضبط النفس وسموها وكبح الرغبة الفطرية لديها في الانتقام .

الدلالة الثانية: أن الصبر على الألم والكوارث والتحديات لا يأتي بدون هدف معنوي قوي ، وأن رضا الله تعالى وثوابه العظيم في الآخرة ، والخير المترتب على الصبر والعفو في المجتمع ، وشعور الإنسان المؤمن بالرضا عن النفس والذكر الحسن بين الناس ,كل ذلك وهي أهداف الصبر يعطي للصبر قيمة ويشجع الإنسان المؤمن عليه وللآية ثلاث معاني وهي :

المعنى الأول : إن الصبر لا يأتي إلا مصحوبا بذكر الله تعالى والتبتل إليه جل جلاله ، وهذا فيه أنس وتشويق .

المعنى الثاني : إن الصبر لا يأتي إلا بمشيئة الله جل جلاله ، وهذا فيه تنبيه إلي الغايات الحميدة إلى الصبر والعفو .

المعنى الثالث : أن الصبر لا يأتى إلا بعون الله جل جلاله وتوفيقه , وهذا يدل على التسهيل والتيسير .
قوله تعالى : ( وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ) فيه معنيين ، وهما :

المعنى الأول : وفيه يوصى الله جل جلاله الرسول الأعظم (ص) وكل داعية إلى الله جل جلاله ، بعدم الحزن إذا رأوا من الناس التكذيب وعدم الاستجابة لنداء الحق ، مما يترتب عليه أن المكذبين يفوتون على أنفسهم فرص السعادة ويعرضون أنفسهم للهلاك .
ونهى الله جل جلاله الرسول الأعظم (ص) والمؤمنين عن الحزن على هؤلاء المكذبين يرجع إلى سببين , وهما :

السبب الأول : أن تكليفهم الشرعي هو التبليغ ، أما الهدى والضلال فهو بيد الله تعالى ، ولو شاء لجعل الناس جميعا مؤمنين .

السبب الثاني : أن هؤلاء المكذبين مستحقون العذاب والهلاك للضلالهم بعد كل ما أنعمه الله جل جلاله عليهم من العقل والفطرة والنبوة والإمامة والكتاب وغيرها من النعم .

المعنى الثاني : وهو معنى خاص يرتبط بسياق الآية الكريمة : وفية يوصي الله جل جلاله الرسول الأعظم (ص) والمؤمنين ، بأنهم إذا أخذوا بخيار العفو و التسامح مع الأعداء ولم ينفع ذلك معهم ، فإن على المؤمنين أن لا يحزنوا لذلك ، وأن يواصلوا طريقهم بهدوء أعصاب ، وهذا يدل على أن عدم النفع لا يلغي القاعدة ولا يدل على عدم صحة خيار العفو و التسامح ، وذلك لسببين ، وهما :

السبب الأول : أن العفو والتسامح يؤثران غالبا , وأن القليل من الناس لا ينتفعون بذلك , وهذا لايلغي خيار العفو والتسامح ولا يدل على عدم صحته.

السبب الثاني : أن التأثير قد لا يأتي مباشرة ، و إنما يأتي بعد حين ، وقد يتطلب حصول التأثير لدى بعض الناس العفو و التسامح عدة مرات .

والخلاصة : أن عدم انتفاع البعض بالعفو و التسامح لا يدل على عدم صحة هذا الخيار ، وعلى المؤمنين أن يستمروا في الأخذ بهذا الخيار ما بقى الدهر حسب التفصيل الذي أوضحته في الأسبوع قبل الماضي للاحتمالات الأربعة .

قوله تعالى: ( وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ). قد لا يكتفي المعتدون بالاستمرار في التكذيب بعد العفو عنهم ، وإنما يواصلون الدسائس والمؤامرات ضد المؤمنين الذين عفوا عنهم وتسامحوا معهم ، وهنا يخاطب الله جل جلاله الرسول الأعظم (ص) المؤمنين ويقول لهم : مهما كانت الدسائس واسعة ودقيقة وخطرة ، ومهما كانت الإمكانيات لدى المعتدين ضخمة ، فإن الله تعالى سيحبط خططهم ويسهل لكم مواجهتهم والانتصار عليهم جزاء توكلكم على الله تعالى وخيانتهم .

وللأية الشريفة معنيين محتملين ، وهما :

المعنى الأول : أن الله جل جلاله يخاطب الرسول الأعظم (ص) والمؤمنين ويقول لهم : مهما كانت دسائس الاعداء دقيقة وواسعة ومحكمة , ومهما كانت إمكانياتهم كبيرة , فإن عليكم أن لا تشعروا بأنكم في ظروف ضيقة وحصار محكم لا تستطيعون الخلاص منه ، فإن الله جل جلاله سيخلصكم منها ويسهل لكم الانتصار عليهم .

المعنى الثاني : أن الله جل جلاله يخاطب الرسول الأعظم (ص) والمؤمنون ويقول لهم : لا تضيق صدوركم فتشعروا باليأس أو الغضب أو الجزع مما يمكرون ، فأجعلوا ثقتكم بالله جل جلاله وتوكلوا عليه ، ليشرح صدوركم ، فتشعرون بالأمل والطمأنينة و ألامان .

وهنا أنبه إلى نقطتين ، وهما :
النقطة الأولى : أن الحزن يعني التألم لتكذيبهم ، بينما الضيق بعني التألم لما يحذره الرسول الأعظم (ص) والمؤمنين من دسائس أعدائهم وأساليبهم الخفية وغير المشروعة لإيذاءهم ، وفي كلا الحالتين فإن الأعداء لم ينتفعوا من العفو والتسامح وأن الله جل جلاله ينهى المؤمنين عن الحزن وعن الضيق , ويصحح خيارهم للعفو والتسامح ،ويأمرهم بالتوكل عليه جل جلاله والثقة به ، و يوعدهم بالنصر وثواب الآخرة .

النقطة الثانية : من لوازم الصبر والتوجه إلى الله جل جلاله عدم الحزن وعدم الضيق ، والنهي عنهما بعد الأمر بالصبر والتوجه إلى الله جل جلاله يعني التأكيد وإظهار كمال العناية بشأنها .
قوله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ ).
المراد بالمعية ( مع ) الولاية الدائمة ، ولها دلالتين ، هما :
الدلالة الأولى : أن من يتولاه الله جل جلاله لا تحوم حوله شائبة الجزع والحزن وضيق الصدر .
الدلالة الثانية : أن من يتولاه الله جل جلاله لا يتركه ألعوبة بيد الماكرين ، ومكائدهم وخدعهم ودسائسهم وإنما يخلصه منهم وينصره عليهم .
ومعنى الآية الشريفة المباركة : أن الله جل جلاله مع الدعاة المؤمنين الصابرين الأتقياء الذين خافوه وأحبوه وأخلصوا له في السر والعلانية و التزموا بأحكام الشريعة في الأقوال و الأفعال والعلاقات والمواجهات مع الأعداء العسكرية والسياسية والفكرية ، فلا يخونون الله جل جلاله في شيء من ذلك ولا يخالفون أصول العدل .

وللآية الشريفة المباركة ثلاث دلالات ، وهي :

الدلالة الأولى : أن الله جل جلاله معهم لأنهم أتقياء ,التقوى الحقيقي المورث لولايته جل جلاله ، بما يعنيه التقوى من الارتباط بالله جل جلاله والحرص على رضاه وتجنب سخطه وتجنب كل ما يؤثم من فعل وترك .

الدلالة الثانية : أن لازم التقوى عدم الحزن وعدم ضيق الصدر .

الدلالة الثالثة : أن العاقبة لهم ، قال الله تعالى: ( فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) – هود- الجزء الثاني عشر.
قوله تعالى : ( وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) الإحسان الذي يفتح القلوب على الخير ، ويرفع الإنسان عن نوازع الشر . وللأية الشريفة المباركة الدلالات التالية .
الدلالة الأولى : أن الإحسان يمثل مرتبة فوق التقوى ، وأن الصبر والتقوى هما من الإحسان .
قال تعالى: ( إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) ،يوسف- الجزء الثالث عشر .

الدلالة الثانية : أن التقوى والإحسان كل منهما سبب مستقل للحصول على موهبة الولاية والنصرة الإلهية وإبطال مكر الأعداء ودفع كيدهم .

وقيل في حقيقة الإحسان التالي :
أولا : أن التقوى يصنع الانضباط الذي يمنع الزلل ، بينما الاحسان يصنع الانفتاح الذي يزيل التعقيد ، ويفتح القلب على الخير ، ويرفع الانسان عن نوازع الشر .
ثانيا : الإتيان بالأعمال على الوجه الصحيح اللائق الذي هو حسنها الوصفي المستلزم لحسنها الذاتي . أي أن الإنسان يأتي بالأعمال طبقا للأحكام الشرعية وهذا يعطيها حسنا وصفيا ، وبإخلاص وهذا يعطيها حسنا ذاتيا .
ثالثا : أن يقابل الإنسان الخير بأحسن منه والشر بالصفح ، فالإحسان مرتبة فوق العدل لأنه يقابل الشر بالصفح وليس بالمثل , والإحسان يعني أن يزيد على الواجب بعمل المستحب أيضا.
رابعا : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فأنه يراك .
أكتفي بهذا المقدار من الوقوف مع الآيتين الشريفتين المباركتين , وأنتقل إلى الحديث السياسي .

الخطبة السياسية

من المفترض أن يكون حديث هذا الأسبوع في ضوء الآيتين سالفتي الذكر,والحديث فيهما امتداد إلى الحديثين في الأسبوعين قبل الماضي, ولكن نظرا إلى وجود المسيرة في هذا اليوم لمناصرة الشعب العراقي التي سوف تنطلق من مسجد رأس رمان إلى مكتب الأمم المتحدة, فقد رأيت أنني اكتفي بالحديث السياسي المختصر, أما الخطاب الديني فسوف تجدونه مكتوبا على الموقع .

لقد ذكرت تكرارا ونبهت تكرارا إلى الخطر الكبير الذي يمثله الوجود الأمريكي في المنطقة, والضربة المرتقبة على العراق, طبعا الحديث في واقع الأمر تعجز كل الكلمات عن تصويره .
سوف أعطي في البداية صورة عن حال العراق, الصورة المتوقعة أو الصورة المرتقبة أو المنتظرة للعراق بعد الضربة أو بعد الاحتلال وأجعلها في نقاط لكي تكون أكثر وضوحا وأيسر فهما .
النقطة الأولى : أن الصورة للعراق بعد الضربة أو بعد الاحتلال هي العراق المدمر تدميرا شاملا ليس فقط لبنيته التحتية وإنما لكل مكوناته , صورة العراق المدمر تدميرا شاملا في كل مكوناته, وقد صرح المسئولون الأمريكيون بان أمريكا لن تتكفل بإعادة بناء العراق وإنما سوف تساهم في ذلك على غرار ما فعلته في أفغانستان .

النقطة الثانية : صرح المسئولون الأمريكيون بأن نفقات الحرب سوف تدفع من نفط العراق , وتصوروا بأن أمريكا بعد أن تحتل العراق سوف تعمد إلى زيادة إنتاج النفط مما يؤدي إلى خفض سعر النفط , وبالتالي فإن العراق لن يستفيد شيء من نفطه , فهو العراق المدمر وأنه لن يستفيد شيء من نفطه , ونفط العراق سوف يصب في آلة التصنيع العسكري الأمريكية , وسوف يوفر فرص عمل لأبناء الشعب الأمريكي , وأيضا سوف يساهم نفط العراق في زيادة التصنيع العسكري الأمريكي لتتمكن أمريكا من القيام باعتداءات أخرى على دول أخرى في العالم .

النقطة الثالثة : أن العراق بعد الضربة أو العراق بعد الاحتلال سوف يكون العراق منزوع السلاح , وهذا يصب في هدف حماية الكيان الصهيوني, فأمريكا وكما صرح المسئولون الأمريكيون من أهداف حملتها على العراق تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني ودول المنطقة, أن تقيم دول المنطقة علاقات جيدة مع الكيان الصهيوني , وهم لن يكتفوا بذلك وإنما يريدون أن يضمنوا التفوق النوعي للكيان الصهيوني على كافة دول المنطقة , ليس فقط التفوق العسكري حينما يدمرون سلاح العراق وكما فعلو , فإن أمريكا زودت العراق بكافة الأسلحة لمواجهة الجهورية الإسلامية في إيران , وشجعت الدول الأخرى على تقديم الدعم والمساندة للعراق في حربه مع إيران , بعد أن أوقفـت الحرب أصبح السلاح العراقي والقدرات العسكرية العراقية من شأنها أن تخلق نوع من التوازن في ميزان القوى بين العرب وبين الكيان الصهيوني, لهذا كان القرار بتدمير السلاح العراقي والقدرات العسكرية العراقية وسوف يوغلون في ذلك ليس فقط في العراق وإنما في كافة دول المنطقة لأنهم يريدون أخلال التوازن في ميزان القوى بين الكيان الصهيوني وبين دول المنطقة يريدون تفوق نوعي للكيان الصهيوني على كافة دول المنطقة ليس فقط من الناحية العسكرية,وإنما من الناحية العسكرية ومن الناحية الثقافية والعلمية والاجتماعية ومن الناحية الاقتصادية ومن الناحية السياسية , وإلى غيره … فصورة العراق بعد الضربة أو بعد الاحتلال هو العراق منزوع السلاح والذي يصب في خدمة هدف التفوق النوعي أو ضمان التفوق النوعي للكيان الصهيوني على دول المنطقة , طبعا كل هذه النقاط لا علاقة لها بموقفنا من النظام العراقي .

النقطة الرابعة : هي صورة العراق بعد تهجير العقول المفكرة منه , أمريكا لن تكتفي بهذا التدمير و السيطرة على الثروات ونزع السلاح , وإنما تهدف للسيطرة على العقول في العراق,فرغم مساوئ النظام فإنه نجح في إيجاد عدد ضخم من العقول المفكرة و إيجاد قاعدة واسعة للتصنيع , هم يريدون ضرب قاعدة التصنيع سواء كان التصنيع الحربي أو التصنيع المدني , ويريدون أيضا أن يسيطروا ويسرقوا العقول الموجودة في العراق , لأن هذه العقول يمكن أن تساهم في إعادة البناء ليس فقط في العراق إنما في المنطقة , ولهذا فهم يريدون أن يسيطروا على العقول الموجودة في العراق , فأي صورة هذه للعراق بعد الضربة أو الاحتلال, هذه صورة مشئومة بالطبع للعراق . فإذا أخذنا هذه الصورة , صورة العراق وأضفناها إلى الصورة الموجودة في فلسطين طبعا صورة فلسطين التي ترونها كل يوم ,فإن السؤال الحرج والسؤال الصعب الذي يوجه لكافة الأنظمة والحكومات العربية, السؤل هو: هل استطاعة هذه الحكومات والأنظمة أن تحافظ على الأمن القومي والأمن الوطني لكل دولة عربية ؟! في ضوء هذه الصورة وفي ظل هذا الوجود الأمريكي الضخم , والوجود الأجنبي في كل المنطقة .. نسأل الحكومات ونسأل الشعوب هل استطاعـت الحكومات والأنظمة أن تحافظ على الأمن القومي للدول العربية , والأمن الوطني لكل دولة؟! الجواب في غاية الوضوح بأنها مجتمعة فشلت في المحافظة على الأمن القومي العربي والأمن الوطني للدول العربية,والسؤال التالي : ما هي قيمة وجود هذه الأنظمة , وما هي قيمة وجود الإنفاق الزائد على التسليح للجيوش العربية ؟! نحن لا نريد من هذه الحكومات أن تترك الحكم , وأقول بوضوح وبصراحة إن هذا الطلب مشروع جدا جدا إذا الشعوب طالبت الحكومات أن تبتعد عن الحكم, فهي محقة في ظل هذا الفشل الذريع الفشل المروع في المحافظة على الأمن القومي والأمن الوطني ,أي إذا طلبت الشعوب من الحكومات أن تترك الحكم فهي محقة في ذلك في ظل هذا الفشل المروع في المحافظة على الأمن القومي والأمن الوطني ,

ولكن إذا تنازلت الشعوب عن هذا الطلب, أليس من حق الشعوب أن تصر على أن يكون لها دور في تحديد مصيرها, وأن تشرك الحكومات الشعوب في صناعة القرار ؟! لماذا لا تترك الحكومات للشعوب حق الدفاع عن نفسها وحق تقرير مصيرها؟! لماذا هذا الإصرار على الانفراد بالقرار في ظل هذا الفشل الذريع المروع؟! إن أقل ما يجب على الحكومات أن تفعله وأقل ما يجب على الشعوب أن تصر عليه هو الإصلاحات الداخلية والمشاركة الفعلية في صناعة القرار .

اكتفي بهذا المقدار واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

بتاريخ 26/ ذو الحجة /1423هـ – الموافق 28 / 2 / 2003 م
في مسجد الشيخ خلف في قرية النويدرات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.