تيار الوفاء في وسائل الإعلام

صحيفة الوقت البحرينية: إرهاصات «الحركة الجديدة»

صحيفة الوقت البحرينية: إرهاصات «الحركة الجديدة»

نهار آخر
إرهاصات «الحركة الجديدة»
رضي الموسوي
لا شك أن مخاضا سياسيا يعتمل تحت الأرض وفوقها تغذيه أطراف عدة تمارس العمل السياسي في البحرين. وتبدو صورة هذا المخاض على شكل حراك سياسي واضح يشمل العديد من المناطق وإن بنسب متفاوتة، لكنه في بعض جوانبه يعاني من عتمة تحمل في أحشائها أبعادا أمنية تنذر بمخاطر متشابكة ومتداخلة قد يكون هدفها خلط الأوراق ومن ثم إعادة فرزها بطريقة معينة.

وبيان “الانطلاق” الذي قرأه أحد قادة الإضراب عن الطعام، عبدالوهاب حسين، على مسامع عدة آلاف جاؤوا للتضامن معه ومع رفاقه الذين شاركوا في الإضراب عن الطعام “احتجاجا على تداعيات الوضع الأمني والسياسي”، يشكل نقطة ارتكاز سياسية و”شرعية” عند المجموعة الجديدة التي يبدو أنها في سياق بدء تنفيذ ما أعلنت عنه في البيان. حيث من المرجح أن تبدأ في الأيام القليلة المقبلة بتدشين جولاتها في المناطق بزيارة إحدى القرى القريبة من العاصمة المنامة.
يجب التأكيد في هذا المقام أن من حق أي مجموعة أن تنظم صفوفها وتعلن عن حركتها أو تنظيمها السياسي وفق القواعد الأساسية للعمل السياسي، وبما يعزز مسيرة هذا العمل ويدفع به نحو آفاق أكثر رحابة وجدية بأسلوب سلمي علني قادر على تعزيز لحمة الوحدة الوطنية الداخلية للنسيج الاجتماعي في البلاد، إن أريد له أن يضفي قيمة مضافة على العمل السياسي في البحرين.
وحيث إن ما رشح عن توجهات “الحركة الجديدة” يحمل في طياته التموضع في المناطق التقليدية لتيار الإسلام السياسي الشيعي في القرى والمناطق، فإن هذا التموضع الفئوي يثير من الأسئلة أكثر ما يقدم إجابات شافية لجمهور منهك بالملفات السياسية والمعيشية وقد يواجه إرباكا في التعاطي مع القادم الجديد الذي سيطلب منه شرحا وافيا للهدف الذي حركه في هذا الوقت.
هل نشهد حراكا سياسيا حضاريا يقدم نموذجا حيا للعمل السياسي، ليس على مستوى الطائفة فحسب، إنما على مستوى البلاد برمتها وبمختلف تياراتها السياسية والفئوية؟
أم أن “الحركة الجديدة”، وهي تعد العدة لكسب المزيد من الأنصار والأعضاء، ستغرق في منافسات “التكليف الشرعي” ولن تكون بمستوى التحدي الذي يتطلبه العمل السياسي المعقد في البحرين؟
ثمة توجس من كل جديد. وهذا حق للمتلقي والمشارك المفترض الذي سيحمل أسئلته الجدية تجاه الرموز السياسية والدينية الجديدة التي تتمتع بتجربة ليست قليلة في العمل اليومي الميداني منذ سنوات التسعينات وأكثر.
أسئلة برسم الحركة الجديدة القادمة في وقت يحتاج إلى المزيد من الوحدة الداخلية لمواجهة تحديات ومتطلبات المرحلة الآنية والمقبلة الحبلى بالمزيد من الإرهاصات التي لم تتكشف أغلب مفاصلها.
العدد 1111 السبت 10 ربيع الأول 1430 هـ – 7 مارس 2009

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.