محاضرات وندوات عام 2004

كلمة الأستاذ في مولد الزهراء عليها السلام

كلمة الأستاذ في مولد الزهراء عليها السلام

الموضوع : كلمة للأستاذ عبد الوهاب حسين .
المناسبة : مولد فاطمة الزهراء عليها السلام .
العنوان : فاطمة الزهراء ( ع ) عفاف وعطاء .
المكان : مسجد الإمام علي (ع ) – دار كليب .
اليوم : مساء السبت ليلة الأحد .
التاريخ : 21 / جمادى الثانية / 1425 هـ .
الموافق : 7 / أغسطس – آب / 2004م .
تنظيم : جمعية التوعية الإسلامية .

أعوذ بالله السميع العليم من شر نفسي الأمارة بالسوء ومن الشيطان الرجيم .
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين .

اللهم صل على النبي المصطفى محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ، وارحمنا بمحمد وآل محمد ، وأهدي قلوبنا بمحمد وآل محمد ، وعرف بيننا وبين محمد وآل محمد ، واجمع بيننا وبين محمد وآل محمد ، ولا تفرق بيننا وبين محمد وآل محمد وآل محمد طرفة عين أبداً في الدنيا والآخرة يا كريم .

اللهم معهم .. معهم لا مع أعدائهم .

السلام عليكم أيها الأحبة ..
أيها الأخوة والأخوات في الله ورحمة الله تعالى وبركاته .

في البداية : يسعدني أن أرفع أسمى التهاني إلى مقام إمامي ومولاي وسيدي وشفيعي يوم القيامة الحجة بن الحسن العسكري روحي وأرواح المؤمنين لتراب مقدمه الفداء ، وإلى مقامات مراجع الأمة وفقهائها وعلمائها ، وإلى المؤمنين والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، وإليكم – أيها الأحبة الأعزاء – بمناسبة مولد مولاتنا الصديقة الطاهرة الشهيدة فاطمة الزهراء عليها السلام .

أيها الأخوة الأعزاء : إن الإسلام عقيدة شاملة ومنهج رباني ينظم جميع جوانب حياة الإنسان ، فقد قدم الإسلام رؤية واضحة للكون والإنسان والحياة ، وقدم نظاماً تشريعياً كاملاً لتنظيم كافة شؤون الحياة الإنسانية ، وقدم نظاماً قيمياً لصياغة النفس البشرية من شأنه أن يرفع الإنسان إلى أعلى مراتب التفوق والتميز والكمال ، وقدم ثوابت لضبط مواقف الإنسان وحراكه في ساحة العمل في كافة الميادين ، ليمنع الاهتزاز والتقهقر والانقلاب فيها ، فلم يترك الإسلام جزئية إلا قال كلمته فيها وحدد للإنسان موقفه منها .

وهنا أرغب في ذكر بعض الملاحظات المهمة ..

الملاحظة الأولى : أن الإسلام بهذه الشمولية والاحاطة والنوعية لا بد أن يكون سماوياً ، فمن المستحيل عقلاً أن يأتي إنسان مهما بلغ من العبقرية والثقافة بمثل هذا الدين العظيم الشامل الكامل ..

والسؤال : كيف استطاع إنسان أمي في جزيرة العرب في ذلك الزمان أن يأتي بهذا الدين ؟

الجواب : إنه من عند الله تعالى .

الملاحظة الثانية : أن الإسلام بهذه الشمولية والاحاطة والنوعية لابد أن يترك تأثيره الخاص على معتنقيه ، ويصنع منهم شخصيات متميزة ومستقلة وفاعلة وبناءة بعيداً عن الاهتزاز والتماهي والذوبان في الآخر والسلبية تجاه ما يجري في الساحة من أحداث وحركات ، وإنما يراقب ما يحدث ويحلله ويحاكمه ، ثم يحدد موقفه بالرفض أو التأييد ويتخذ الخطوات اللازمة على هدي الإسلام .

وهذا هو الأساس الذي ينبغي عليه فهم الشخصية الإسلامية وسلوكها ومواقفها لا على غير ذلك أو بعيداً عنه .

الملاحظة الثالثة : حسب الرؤية الإسلامية المؤكدة ، فإن التمسك بصناعة الشخصية الإسلامية على ضوء العقيدة والأحكام والقيم الإسلامية ، شرط لقبول الشخص عند الله تعالى ونجاته يوم القيامة ، وشرط لنمو ورقي الشخصية بصورة صحيحة ومتوازنة ، وشرط لأي نهضة مجتمعية في أي زمان ومكان ، لأن الشخصية الإسلامية الحقيقية هي وحدها التي تقوم بصياغة الواقع الخارجي صياغة إسلامية صحيحة ومتميزة .

ونستخلص من تلك الملاحظات النتائج التالية ..

النتيجة الأولى : خطأ كل من يحاول أن يفهم عقلية المسلم وسلوكه ومواقفه ويوجهها بعيداً عن نظرة المسلم لسماوية الإسلام وشموليته ، ومن يفعل ذلك فلن يستطيع أن يفهم المسلم ولن يستطيع التفاهم معه والتأثير فيه .

النتيجة الثانية : أن الإنسان المسلم الحقيقي لا يسمح بأن يصنع على غير الإسلام ، ولا يسمح بأن يمتلكه الواقع ويستبد به ، وإنما هو الذي يمتلك الواقع ويشكله وفق رؤيته الدينية الإسلامية المقدسة .

قول الله تعالى في محكم كتابه المجيد : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس } ( البقرة : 143 ) .

فالوسطية : تدل على الصناعة الإسلامية المستقيمة والدقيقة للشخصية والمجتمع .

والشهادة : تدل على التالي ..

1- التميز والاستقلالية وعدم الذوبان في الآخر .
2- المراقبة والتحليل والنقد البناء للآخر .
3- عدم الاستهانة بالآخر أو تجاهله أو الاستعلاء عليه .
4- تحمل المسؤولية تجاه الآخر .
5- الفاعلية والتأثير الايجابي في الحياة ، بإقامة الحق والعدل ووضع الموازين الصحيحة والقيم الرفيعة ، وأن تفعل طاقات الإنسان ومواهبه التي منحه الله تعالى إياها ، والدفع بالحياة إلى التقدم والتحضر وعدم إعاقة حركتها وتطورها .

وقد حفل التاريخ الإسلامي بالنماذج الراقية والعظيمة من الشخصيات التي صاغها الإسلام صياغة محكمة : نساءً ورجالاً ، تلك الشخصيات التي تمتلك العلم والمعرفة ، وتمتلك الروحية والأخلاق العالية ، وتجاهد في سبيل رفع راية الحق وإقامة العدل ، وتهتم بقضايا الأمة وهموم الناس ، ولا تأخذها في الله لومة لائم .

ومن هذه النماذج العالية جداً التي تمثل الكمال الإنساني والقدوة الصالحة : فاطمة الزهراء عليها السلام ، النموذج الأمثل والقدوة الحسنة الصالحة لكل المسلمين من الرجال والنساء في كل تفاصيل حياتها ونوعية عطائها ، فهي القدوة الحسنة في العلم والعبادة والاهتمام بقضايا الناس وهمومهم وآمالهم وآلامهم العامة والخاصة واهتمامها بقضايا الرسالة وفي مواقفها الرسالية الجهادية العظيمة وفي بيتها مع أبيها وزوجها وأولادها .

ولكي نفهم المكانة العالية للزهراء عليها السلام ، وننجح في تقديمها كقدوة صالحة للنساء المسلمات ، لنمحوا عنهن الصور المزيفة والنماذج السيئة للمرأة ، نحتاج إلى ذكر بعض التفاصيل ، منها : توضيح البعد الخاص والبعد العامة في كيان المرأة والرجل …

للرجل والمرأة – أيها الأحبة – بعدان رئيسيان ..

البعد المشترك : وهو البعد الإنساني .
البعد الخاص : وهو الذكورة والأنوثة .

ويفترض أن يظهر الرجل وتظهر المرأة إلى الحياة العامة ويمارس كل منهما دوره العام فيها بالبعد الإنساني المشترك . أما البعد الخاص فله دائرته الخاصة التي يفترض ألا يتعداها ، لكي تستقيم الحياة وتتوازن وتطهر من العهر والفساد ..

وأمامنا في المجتمع ثلاث توجهات للتعامل مع المرأة ..

التوجه الأول : يخلط بين البعدين المشترك والخاص ، ولا يرتب أي أثر للتمييز بينهما ، وبالتالي فهو لا يدعو لحجاب المرأة ، ولا يمانع من الاختلاط بين الجنسين ، ولا يقيم وزناً للعفة ، وقد ذهبت إحدى المتحدثات في المؤتمر الأخير للإيدز في تايلاند إلى القول : بأن الإيدز لا يتيح للمرأة الفرصة لممارسة الجنس خارج عش الزوجية ، ووصفت ذلك بأنه وضع خاطيء وغير إنساني .

وهذا هو الطريق الذي فتحه الشيطان للإنسان ، لكي يسلخه من إنسانيته ويضله السبيل ، ويسعى الاستكبار العالمي وقوى الشر في العالم اليوم لترسيخه والجري عليه تحت عناوين خادعة ، مثل : الحرية وحقوق المرأة وكسر جمود الماضي ، ولم تحصل المرأة من وراء هذا الضجيج سوى الاستغلال البشع لأنوثتها ، وقد رأينا في حياتنا المعاصرة – كما وجدنا في التاريخ – كيف تسخر الإثارة الجنسية بصور شتى وعلى أكثر من صعيد لكسب المزيد من الربح بدون أي حرج ، ويصنف ذلك ضمن الدخل المشروع والنجاح في العمل ، كما في القاعدة الرأسمالية : ” دعه يعمل ، دعه يمر ” والأمر لا يقل سوءً في النظام الاشتراكي .

ولا شك أن هذا التوجه ينشر الفساد في الأرض ويخل بالتوازن في الحياة – كما هو ظاهر ونراه جميعاً بأم أعيننا ..

التوجه الثاني : يميز بين البعدين ، ولكنه يغلب الخاص على العام ، ويصور المرأة على أنها كائن ضعيف لا تستطيع حمل أعباء الحياة وإدارة شؤونها ، أو ليس لها الحق في ذلك ، أو لا يجب عليها ، فهي أشبه بالأسير الذي يقضي عمره بالعبودية محروماً من حرية الإرادة والعمل .

والنتيجة : أن هذا الاتجاه يحبس المرأة في البيت ، ويفرض قيوداً مشددة جداً وغير واقعية على العلاقة بين الرجل والمرأة ، ويعطل دور المرأة في الحياة .

وفي رأيي بأن نظرة هذا الاتجاه إلى المرأة في بعض جوانبها ، لا تختلف من حيث الجوهر عن نظرة ( سيجمند فرويد ) وإن اختلفت عنها من حيث الشكل ولبست لباس العفة والتقوى ، وهي نظرة غير واقعية وتقوم على الشك والريبة في العلاقة بين الرجل والمرأة ، وتؤدي إلى تشويه الصورة وتعطيل دور المرأة في الحياة والإخلال بالتوازن فيها .

والذي أفهمه شخصياً من أقوال جمهور من الفقهاء والمفكرين الإسلاميين الملتزمين : أن الإسلام يساوي بين المرأة والرجل في القيمة الإنسانية ، ويعطي المرأة تحت عنوان إنسانيتها دوراً في تحمل المسؤولية وبناء المجتمع وإدارة الحياة لا يقل عن دور الرجل في ذلك ، وأن الإسلام لا يدعو لأن تنفصل المرأة عن الرجل في الحياة العملية ، وليس ذلك من الحكم الشرعي الصحيح ، وإنما هو من العادات والتقاليد التي جرى عليها الناس في بعض المجتمعات وألبسوها لباس العفة والتقوى . وقد نسفها الإسلام ، فالنساء قد شاركت الرجال في الحياة العملية حين كان المسلمون يلتزمون في حياتهم بالإسلام الصحيح ، ويتحلون بالصفاء الروحي والأخلاقي ، ونفضوا عن أنفسهم غبار الجاهلية وأدرانها .

الموقف الثالث : يميز بين البعدين ويعطي كل بعد حجمه ويضعه في مكانه ، ففرض الحجاب على المرأة ومنعها من الإثارة الجنسية والبروز بأنوثتها في الحياة العامة لصيانتها من الفسق والتبذل والتهتك وإظهار الفساد ، وأعطى قيمة عالية للعفة والحياء ، ولم يسمح للمرأة بأن تدنس إنسانيتها ، ولم يسمح للرجل بأن يقصر نظرته للمرأة وتعامله معها على أساس أنوثتها ، ووضع أحكاماً واقعية لتنظيم العلاقة الخاصة والعامة بين الجنسين بعيدة عن التساهل والشك والتعقيد ، وسمح للمرأة بأن تمارس دورها في الحياة بصورة طبيعية من خلال البعد الإنساني مثلها كمثل الرجل تماماً ، وبذلك : سمح للحياة العامة بأن تتحرك بشكل طبيعي ومستقيم ومتوازن ، وسمح بإشباع الحاجات الطبيعية والفطرية للإنسان ، ومنع ظهور الفساد في الأرض .

والنتيجة : أن الهدف من الحجاب ليس فصل المرأة عن الحياة العملية وحبسها في البيت ، فهي لا تحتاج غالباً للحجاب في داخل البيت ، وإنما الحفاظ على عفتها وكرامتها وقيمها الإنسانية الرفيعة ، وصيانتها من التهتك والابتذال ، وإضفاء المزيد من الهيبة والوقار عليها ، وإتاحة الفرصة لها لكي تتحمل المزيد من المشاركة والمسؤولية العامة في الحياة الاجتماعية بعيداً عن المضايقات والانشغال بأنوثتها .

والحجاب وفق هذه النظرة : صرخة في وجه كل عربيد يسعى لشغل المرأة بأنوثتها عن مسؤولياتها العامة ، وإشاعة ثقافة التعري والعهر والفساد .

وهذه هي نظرة الإسلام الواقعية كما فهمها جمهور من الفقهاء والمفكرين المسلمين الملتزمين ، والتي مثلتها الزهراء عليها السلام في أبها صورها وأكملها ، فالزهراء هي عصارة القرآن ، وقد جسدت الإسلام في شخصيتها بصورة حية متحركة فاعلة ، وبلغت أعلى مراتب التفوق والتميز والكمال الإنساني ، وجمعت في شخصيتها الكريمة كل معاني العظمة والجمال والشرف والفضيلة والسمو الإنساني الرفيع ، لتعطي القدوة الصالحة وتضيء الطريق المظلم لكل امرأة ترغب في سلوك درب الهداية والاستقامة والمجد في الحياة .

إن الزهراء عليها السلام امرأة فريدة ومتميزة ، وهي فخر النساء وسيدة نساء العالمين ، وقد بلغت الدرجة العالية من القمة التي لم يبلغها إلا الطبقة الأولى من الأنبياء العظام عليهم السلام ، وتفوقت عليهم جميعاً ما عدا والدها خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم – وهذا فخر لجميع النساء في العالم – لأنها أطاعت الله في كل شيء ، وجسدت قيم الرسالة ومباديء الدين ، ومثلت التجلي الأعظم للإسلام ، فكانت امرأة ملكوتية جسدت الهوية الإنسانية بكاملها ، وقد وضعت أنوثتها تحت سيطرتها وصانتها من التلوث لأداء وظيفتها على أكمل وجه كما أراده الله تعالى لها في الدائرة الخاصة بها ، ولم تبرزها في الشارع العام لتلوث بذلك كرامتها وتهين نفسها ، وتحركت في الحياة العامة بإنسانيتها وقيم السماء العالية وأحكام الرب الحكيم ، فكانت في البعد الخاص : رمزاً للعفة والطهارة ، وفي البعد المشترك : رمزاً للقوة والصلابة في المواقف الرسالية والجهاد وتحمل المسؤولية على أعلى المستويات ، وأصبحت بذلك حجة على كل امرأة ورجل ، فكانت الصديقة الشهيدة – كما وصفها حفيدها الإمام الكاظم عليه السلام – وهذا الوصف يؤهلها لتحمل مسؤولية الشهادة على الناس ، شأنها في ذلك شأن الأنبياء العظام عليهم السلام . ولسان حالها يخاطب كل النساء في العالم ويقول : أن المرأة كالرجل ، بإمكانها إذا تربت في أحضان القرآن والرسالة ، أن تتغلب على كل عوامل الضعف في النفس البشرية ، وتفعل طاقاتها ومواهبها الإنسانية ، لتكون من النماذج الشامخة كالأنبياء العظام عليهم السلام ، وتكون قدوة صالحة لكل النساء والرجال في العالم على مدى التاريخ ، كما ضرب الله تعالى في القرآن المجيد مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران عليهن السلام ( سورة التحريم : 11- 12 ) .

أيها الأحبة الأعزاء : ونحن نستضيء بنور فاطمة عليها السلام في هذه الليلة المباركة في ذكرى مولدها الشريف ، تستوقفنا بعض الصور للمرأة المسلمة لا تسر قلوب المؤمنين الصالحين ، منها على سبيل المثال لا الحصر ..

الصورة الأولى : انفصال الكثير من النساء المؤمنات عن الحياة العملية ، وتخليهن عن تحمل مسؤولياتهن الرسالية في الدفاع عن الحق والعدل ونشر التعاليم والأحكام والقيم والمباديء الإلهية .

الصورة الثانية : تقصير بعض النساء المسلمات – لا سيما ذوات المناصب المتقدمة – في أمر الحجاب من أجل الظهور بمظهر التسامح وعدم التعصب ، أو الظهور بمظهر الانفتاح والعصرية وعدم الانغلاق والتخلف ، وغير ذلك من المؤثرات النفسية غير الواقعية الواقعات تحت تأثيرها .

الصورة الثالثة : تقصير بعض النساء المسلمات في أمر الحجاب بسبب الغفلة والإهمال ، أو من أجل الإثارة والإغراء وكسب الإعجاب من الرجال بأنوثتهن ومظهرهن .

وهذه الصور الثلاث لا تعكس الصورة الصحيحة للمرأة المسلمة ، وفيها دلالة على الضعف والتهاوي أمام الغير ، والخروج عن دائرة الفكر الإسلامي الناصع والأحكام الشرعية الحنيفة والقيم السماوية الرفيعة في صياغة الشخصية الإسلامية ، والتأثر بالنماذج المزيفة ، والخضوع لحبائل الشيطان وخدعه ، والسماح للغير – بغير وجه حق ، وتحت عناوين خادعة ، مثل : الحرية وحقوق المرأة وكسر قيود الماضي – بالتأثير السلبي في بناء شخصيتنا ، ولذلك كله نتائجه السلبية الخطيرة التي يجب الحذر منها على روحية المرأة وأخلاقها وآخرتها ، كما له تأثيراته السلبية الخطيرة على مجتمعها .

وفي الختام أيها الأحبة الأعزاء : إن الاحتفاء والتغني بالزهراء عليها السلام ، هو احتفاء وطرب بذاتها الإنسانية وشخصيتها الرسالية ، ويجدر بالمرأة المسلمة أن تتمعن في أبعاد شخصية الزهراء عليها السلام وترتبط بها روحياً ، وتعيش معها في عقلها وعواطفها وطموحاتها وسلوكها ومواقفها الرسالية ، وترفع عن نفسها حجاب الغفلة والجهل ، وتنفض عن نفسها ما علق بها من شوائب وأدران الشخصيات الطارئة المزيفة ، وتستلهم من كمال الزهراء عليها السلام العبر والدروس ، وتقتدي بها في كل تفاصيل حياتها ونوعية عطائها المتميز في العلم والعبادة والعفة والجهاد وتحمل المسؤولية على أعلى المستويات وفي بيتها مع زوجها وأولادها وكافة أهلها ، وتحذر من التيه واللامبالاة وأن تتقاذفها التيارات العلمانية والمستهترة يميناً وشمالاً ، هذا هو الواجب عليها والذي نتوقعه وننتظره منها .

أكتفي – أيها الأحبة الأعزاء – بهذا المقدار ، واستغفر الله الكريم لي ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.