بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ومقتدانا ونور هدايتنا محمد وآل بيته المعصومين
السلام على الإخوة والأخوات الكرام ورحمة الله وبركاته..
بداية أيها الأحبة في الله ، باسم الإخوة المعتصمين أتقدم بالشكر الكبير والعميق لجميع الإخوة والأخوات على هذا التضامن وهذا الدعم الكبير، إنكم بهذا الدعم والتضامن لقضايا هذا الشعب تحملوننا مسؤولية وأمانة كبيرة، نسأل الله أن يسدد خطانا وأن يحوطنا بلطفه ورحمته الواسعة من أجل أن نسير معكم وفداء لكم -أيها الإخوة- من أجل تحقيق مطالبنا العادلة المشروعة، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع الأسرى وفي مقدمتهم المجاهدين الكبيرين المشيمع والمقداد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ومقتدانا ونور هدايتنا محمد وآل بيته المعصومين
السلام على الإخوة والأخوات الكرام ورحمة الله وبركاته..
بداية أيها الأحبة في الله ، باسم الإخوة المعتصمين أتقدم بالشكر الكبير والعميق لجميع الإخوة والأخوات على هذا التضامن وهذا الدعم الكبير، إنكم بهذا الدعم والتضامن لقضايا هذا الشعب تحملوننا مسؤولية وأمانة كبيرة، نسأل الله أن يسدد خطانا وأن يحوطنا بلطفه ورحمته الواسعة من أجل أن نسير معكم وفداء لكم -أيها الإخوة- من أجل تحقيق مطالبنا العادلة المشروعة، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع الأسرى وفي مقدمتهم المجاهدين الكبيرين المشيمع والمقداد.
طبيعة المرحلة الراهنة
أيها الأحبة.. أيها الإخوة والأخوات نحن في هذه المرحلة العصيبة والحرجة من تاريخ شعبنا الأبي نعيش صراع إرادات مع هذا النظام المتغطرس، قضية اعتقال الشباب الحر والرموز الكبار ليس قضية شخصية مع هؤلاء المعتقلين وإنما هي مشكلة وأزمة يعيشها هذا النظام مع هذا الشعب بأكمله، وإن اعتقاله لهؤلاء الرموز هو عنوان لهذه الأزمة مع كل الشعب.
ولذلك أيها الإخوة اليوم السلطة والشعب في اختبار حقيقي السلطة التي تريد بهذا الاعتقال أن تكسر إرداة هذا الشعب، وأن تقتل في الشعب إرادة الثبات على مطالبه، هذه هي الرسالة التي تريد السلطة أن توصلها، أن تكسر إرادة الشعب وتبعث جوا من الرعب والخوف في الأوساط السياسية والاجتماعية والشعبية، من أجل أن تقول أن كل من يطالب بالحقوق سيكون هذا مصيره، هذه هي رسالة السلطة والتي تبعثها اليوم في كل مكان في البحرين عبر الاعتداءات الوحشية، وتبقى الرسالة التي يجب على هذا الشعب أن يوصلها للسلطة المتغطرسة.
ولهذا فنحن أما امتحان كبير ومنعطف كبير الوقوف مع قضية المعتقلين لا سيما الرمزين الكبيرين، اليوم لم تعد مجرد قضية عادية دعم قضية المعتقلين هو عنوان لإرادة الثبات على مطالبنا الحقة.
المعتقلون هم عنوان المرحلة
لذلك أيها الإخوة تمثل قضية التضامن واستمرارية الاحتجاجات السلمية وإعلان الغضب والنقمة الشعبية العارمة على تصرفات السلطة وهذه الاعتقالات تمثل الرسالة الأقوى التي يجب أن نوجهها لهذا النظام، وأننا شعب لا ينكسر ولن ننكسر أبدا.
وأقول وبكل صراحة يجب أن نعي جيدا ضرورات هذه المرحلة، اليوم أي تنازل وأي تخاذل وأي استكانة أو ضعف في التضامن مع المعتقلين ودعم قضية الرموز المعتقلين، أي تنازل أو تراجع أو ضعف يمثل تنازلا عن نفس المطالب الشعبية.
الرموز الكبار المعتقلون وفي مقدمتهم المجاهد المشيمع يجب أن يعطى حقه، هذا المجاهد -إضافة إلى المجاهد المقداد- استطاع بصبره وثباته وصموده أن يكون رمزا لعزة هذا الشعب، انصهر المشيمع بمشاعر هذا الشعب حمل مشاعره ومطالبه وحقوقه على كفه وحمل روحه على كفه الاخرى من أجل أن يقول أنني مستعد أن أقدم روحي من أجل هذا الشعب.
الأستاذ المشيمع انصهر بقضية الشعب وانصهر بعزة الشعب وحقوقه فأصبح العنوان الأبرز للعزة والكرامة والحقوق لهذا الشعب مع بقية الرموز، فبالتالي فإننا اليوم عندما نصرخ هذه الصرخة ونقول لهذه السلطة يجب أن تفرجي فورا وبدون لحظة تأخير عن كل المعتقلين وعن كل الرموز، عندما نطالب بهذا المطلب فإننا نقول لهذه السلطة يجب أن تفرجي عن عزة هذا الشعب ومطالب هذا الشعب وحقوق هذا الشعب
وأكرر أن أي ضعف وأن أي رسالة تراجع أو تنازل عن حقوق المعتقلين تمثل رسالة سلبية للتراجع والتنازل عن حقوق هذا الشعب ومطالبه العادلة.
ولهذا فإن رفع صور المعتقلين تحشيد كل الشعب وتوحده خلف هذه القضية واستمرارية الاحتجاج والاعتصام والإضراب وكل صور الاحتجاجات السلمية من أجل المطالبة بالافراج عن هؤلاء المعتقلين يمثل الضرورة القصوى لهذه المرحلة، لأن هؤلاء المعتقلين يمثلون العنوان الأبرز لهذه المرحلة وعزتنا ومطالبنا جميعا.
السلطة وغطرسة القوة
الشيئ الآخر أيها الإخوة هذه السلطة اليوم عندما تعتقل الرموز تريد أن تقول أننا لا ندير أي بال لأي رمز من رموز الشعب. إذا اعتقل المشيمع والمقداد اليوم ووصلت رسالة ضعيفة للنظام فإن هذا النظام مستعد لأن يعتقل أكبر عمامة في البلد، اعتقال الرموز واعتقال الشباب هي الرسالة التي يريد أن يوصلها النظام بأننا لا نقف عند حد في حركتنا وتغطرسنا، وأننا مستعدون لأن نعتقل أي شخص في البلد مهما كانت قيمته ومنزلته ومهما كان اعتباره الديني أو السياسي والشعبي.
رسوخ ظاهرة الممانعة
الشيئ الآخر أيها الأحبة هذه السلطة تعتقد أن ظاهرة الممانعة في هذا الشعب تتمثل في صورة خاصة في هذين الرمزين، وهي باعتقالهما وباعتقال الشباب المطالب بالحقوق تعتقد بأنها ستقضي على حالة الممانعة في هذا الشعب، ولهذا فإننا في الإضراب عن الطعام وهذا الاعتصام المبارك نعلن هذه الرسالة إلى هذه السلطة المتغطرسة لنقول لها أنك واهمة حينما تتصورين أن ظاهرة الممانعة في هذا الشعب تتمثل في شخص واحد، الممانعة في هذا الشعب أقوى بكثير مما تتصورين.
وأنت حينما تعتقلين هذين الرمزين فإنك تقدمين هدية لهذا الشعب، لأن المشيمع الرمز وهو في داخل المعتقلات هو أكبر منه بكثير وهو خارج المعتقلات، إذا تواصل الاحتجاج والمطالبة بإطلاق المعتقلين تمثل ضرورة قصوى لإرسال رسالة سليمة لهذا النظام المتغطرس.
المعتقلون والوحدة الإيمانية والوطنية
الشيء الآخر أيها الأحبة أنني أعتقد والمعتصمون معي بأن هذا الشعب الأبي نجح نجاحا كبيرا في هذا الاختبار الذي أرادت السلطة أن تضع الشعب فيه، وأن الخاسر في هذا الاختبار هي هذه السلطة المتغطرسة، وقد فشلت فشلا ذريعا في هذه الخطوة التي قامت بها.
اليوم نشاهد حالة جديدة وهذه الحياة الجديدة التي تنبعث في عروق وضمير وعقل وقلب هذا الشعب الأبي. هذا الشعب الأبي بكل مؤسساته ورموزه الوطنية والإسلامية والعمائية وجماهيره توحد واجتمع واتفق بصورة غير مسبوقة في هذا المطلب وهو إطلاق سراح المعتقلين.
هذه السلطة كانت تتصور أن قضية المعتقلين هي قضية خلافية في هذا الشعب، وأنها بهذه الاعتقالات ستعمق الانقسام والاختلافات في هذا الشعب، إلا أن الذي ثبت عمليا عكس ذلك، اليوم العصر كان الاعتصام الذي قامت به الجمعيات السياسية مشكورة ونحن قد دعونا الناس لدعم هذا الاعتصام، ونجد أن جميع فئات الشعب بسنتها بشيعتها بالوطنيين والإسلاميين، جميع فئات الشعب توحدت حول مطلب الإفراج عن المعتقلين وفوتت الفرصة التي كانت تريد أن تغتنمها من أجل أن تقسم الساحة.
إذا هذا الشعب وقف هذه الوقفة العزيزة والأبية والموحدة من أجل أن يطالب بإطلاق سراح المعتقلين، وأعتقد أن هذه الوقفة أوصلت الرسالة القوية للسلطة بأن المشيمع ليس فرد إنما هو شعب بأكمله وبأن هؤلاء المعتقلين هم عزنا وكرامتنا وحقوقنا ومطالبنا، ولن نتنازل عنهم أبدا لأن الذي يبيع المعتقلين هو الإنسان الذي يبيع دينه وإنسانيته.
الاستعداد للمرحلة القادمة
أيها الأحبة أيها الإخوة نحن مقبلون على مرحلة صعبة في مواجهة هذه السلطة المتغطرسة، وربما تستدعي الأوضاع الكثير من التضحيات الجسام، وقد عودنا هذا الشعب أن يكون الشعب المعطاء والمضحي. في التسعينيات هذا الشعب قدم الآلاف من المعتقلين والعشرات من الشهداء وقدم الكثير من التضحيات والآلام في سبيل مطالبه العادلة.
واليوم في هذه المرحلة التاريخية وأمام هذا التغطرس وهذه الوحشية التي يعامل بهذا هذا النظام هذا الشعب نحن نتوقع أننا نحتاج إلى بعض التضحيات من أجل الاستمرار على درب المطالبة بالحقوق.
ونحن أيها الأحبة وأيها الإخوة قد وطّنا النفس، نحن لم نعتصم ونجعل أنفسنا في موضع المسؤولية إلا ونحن نعلم مسبقا أن المرحلة حرجة وتاريخية وأن النظام قد أصيب بالجنون، فقد عقله وفقد ضميره ولم يعد له أي سقف في ممارساته الوحشية.
نحن نعلم كل ذلك ولكن واجبنا الديني الذي يدعونا للوقوف مع المستضعفين والمظلومين، نحن نعتقد بأن قضية الوقوف مع المعتقلين والمظلومين والمطالبة بالعدالة هي واجب مقدس كما هي قدسية الصلاة والصوم والحج، لا يفترفان لا نفرق بين الواجبات العبادية والواجبات السياسية، كلها واجبات إسلامية.
انطلاقا من هذا الواجب الديني والوطني والأخلاقي نحن مستعدون للتضحية. نحن مستعدون لأن نقدم الثمن الباهظ والتضحية الكبيرة إذا كان هذا الثمن وهذه التضحية هي الثمن لعزة هذا الشعب وكرامة هذا الشعب وشموخ هذا الشعب.
لكن أيها الإخوة وبدون شك فإننا لا نستطيع أن نفعل الكثير بمفردنا مهما كانت التضحيات، وبالتالي فإن الملحمة الوطنية لتي صنعها هذا الإضراب صنعتموها أنتم حقيقة، هذا التضامن وهذه المشاعر الصادقة والمخلصة، وهذا الاستعداد للنصرة والدعم والاستمرار. هذا التضامن الذي أبديتموه اليوم نريده أن يستمر للمرحلة القادمة.
نحن من جهتنا مستعدون للتضحية مستعدون بإذن الله وتسديده للثبات لن نتنازل عن حقوق هذا الشعب إلا إذا تنازلنا عن ديننا وإنسانيتنا، لن نضحي ولن نساوم على حقوقنا إلا إذا ساومنا على ديننا وإنسانيتنا، هذه المطالب العادلة هي الحد الأدنى الذي يحقق عزتنا وإنسانيتنا وشيئا من قيمنا الدينية التنازل عنها يمثل خطا أحمر.
ولذلك فنحن وطّنا النفس على أن هذا الشعب لا طريق له إلا طريق العزة والكرامة والشموخ، وطريق العزة والكرامة لا يمكن أن نخطه بدون تضحيات بدون أثمان، وإن الألطاف الإلهية (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون).
حضور الرعاية الإلهية
ثقوا بالله أيها الإخوة أيها الأحبة وهذا الكلام يشعر به جميع الإخوة المعتصمون، ثقوا بالله العظيم جبار السماوات والأرض أننا نشعر بالرعاية الإلهية والألطاف الإلهية والرحمات الإلهية الربانية تحوطنا منذ أول لحظة من لحظات إقدامنا على هذا الاعتصام.
(ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما) (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) نحن إن صدقنا مع الله سبحنه وتعالى وأخلصنا نياتنا وضمائرنا لله سبحنه وتعالى وقمنا بالواجبات التضحوية التي يريدها منا الله سبحنه وتعالى فإن الله لن يخذلنا أبدا بالألطاف الإلهية.
هناك يد التدبير الإلهي يد الغيب الإلهي التي كما أأكد الآن نشعر بها تسددنا تدعمنا وتنصرنا، النصر الإلهي قادم بإذن الله.
وهذه الأزمة التي نعيشها نحن بصبرنا وثباتنا حوّلناها إلى أزمة يعيشها هذا النظام المتغطرس، نقلنا الأزمة. هذا النظام يريد أن يحول الأزمة إلينا يريد أن ينشر الرعب يريد أن يحول هذا الشعب إلى قطيع من العبيد، لكننا بهذا الثبات وباستمرارية المطالبة بحقوقنا، نحول الأزمة إلى أزمة يعيشها هذا النظام،
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا وإياكم على خط الله خط الإسلام خط العدالة خط الحرية والعزة والكرامة وأن يفرج عن معتقلينا الفرج العاجل وأن يكون في فرجهم فرج لنا جميعا
والحمد لله رب العاليمن
20 / 2 / 2009