نص الكلمة التي ألقاها الاستاذ بتاريخ 15 مارس 2002 م
الخطبة الدينية : بيان عام
الخطبة السياسية : بيان عام
( إنني أؤكد إليكم : بأنني سأبقى معكم فاعلا ، وسأمارس دوري كاملا غير منقوص ، لن ينقص منه شيء ، ولن يكون دوري بالأمس أكبر من دوري اليوم وغدا ، أبدا لن يكون كذلك )
( إن الوضع السياسي والعام في بلدنا الحبيب البحرين اليوم ، لحساس وحرج جدا ، وإنه لينذرنا بمستقبل يثقل كواهل الرجال والنساء المخلصين ، ويحتاج منا أكثر ما يحتاج ، إلى التوازن والوعي العميق ، والعزم والإرادة الصلبة التي لا تقهر ، وعدم التردد في العمل المسئول ، الذي يحفظ حقوق المواطنين ، كل المواطنين لهذا الجيل والأجيال القادمة )
( إني ، ومن منطلق عقلي موضوعي ، ومنطلق الصدق والأمانة ، وبدافع تصحيح الأوضاع ، ووضع الأمور في مكانها : أعلن لكم ، بأن دوري في العمل سيكون كأحدكم من خلال المؤسسات ، وفق نظمها وآليات عملها ، وعلى مستوى التيار ، فإني لا أجد لنفسي من الناحية الفعلية ، دورا أكثر من أن أكون كأحدكم . ولا يفهمن أحد ، بأني أتباكى أو أطلب مركزا قياديا أو زعامة ، فهذا كله خارج الاعتبار ، والله وحده هو الشاهد على ذلك )
( إنني أرى ضرورة إبراز الدور الواضح للقيادة ، والقضاء المبرم ، على الحالات المموهة لأدوار القيادة وحلقاتها ، وإن الخطوة التي اتخذتها ، لتصب في هذا الاتجاه ، وتوحيد القيادة بما أملك ، نعم توحيد القيادة ، ولو أملك بعد الدعوات والمحاولات أكثر من هذا لبذلته )
( المشكلة عندنا في التيار : أننا لم نوجد حتى الآن ، رغم الإيمان والمحاولات المتكررة ، أرضية وآليات صحيحة للعمل الجماعي الصحيح ، على مستوى التيار غير المؤسسات ، مما أدى إلى الجمود في الحركة ، والتخبط في الآراء والمواقف ، والارتباك ، ثم التراجع في وضع التيار ، نعم لقد تراجع وضع التيار ، ولازال يتراجع مع الأيام ، في هذا الزمن العصيب !! فالتيار حسب تقديري وتقدير الكثيرين غيري ، غير قادر بعلله الراهنة على التقدم للأمام ، رغم إمكانياته الهائلة ، وكفاءاته الكبيرة ، العالية والمتنوعة ، التي لو فعلت لخلقت المعجزات ، ولكنها للأسف معطلة وضائعة ، بل التيار بعلله الراهنة ، غير قادر على المحافظة على مصالحه ومكتسباته الحيوية ، بل غير قادر على أن يحمي نفسه من هجمات الأعداء المتكالبين ومكرهم ، وهذا ما نراه بأم أعيننا كل يوم )
( إن الخطوة أو الموقف الذي اتخذته ، والكلام الذي سمعتموه الآن ، لا تحسبوهما انعزالا ، أو انسحابا من الساحة ، أو تخليا عن مسئولية واقعية أملك القدرة أو الإرادة على تحملها ، فإن الأمر لم يكن ولن يكون كذلك ، لأني كما قلت : سأبقى أمارس دوري الطبيعي الواجب عليَّ لعبه كاملا ، وأتحمل مسئولياتي الواجب عليّّ تحملها كاملة ، ولن أكون سلبيا فيما يجب علي القيام به ، ولن أتخلف عن أي عمل يجب عليَّ عمله ، ولن أبخل بأي شيء أملكه ، حتى الروح فهي مبذولة في سبيل ديني ووطني وإخواني !! وإنما الكلام والموقف : هما الكشف عن الواقع وإن كان مؤلما من أجل تصحيحه ، وعن الحجم الواقعي غير المنفوش للنفس ، وعن الموقع الطبيعي المناسب الذي ينبغي أن أشغله ، وتصحيحا للوضع المموه الخاطئ الذي كنت فيه ، وتوضيحا لحجم ومساحة المسئولية الفعلية التي أملك مفاتيحها بيدي ، كل ذلك لكي أملك القدرة والإرادة لعمل ما يجب عليَّ عمله . وإنه ليس من المعقول : أن يستمر شخص في وضع خاطئ ، تترتب عليه نتائج سلبية خاسرة ، ويتحمل مسئولية ذلك بدون جدوى ، وهو قادر على أن يرحم نفسه والآخرين ، ولا يفهم من هذا الموقف والكلام : أنهما احتجاجا على قرار معين ، أو موقف معين ، لأحد أو جهة معينة ، وإنما هو خروج اضطراري ، من وضع خاطئ قديم ، تترتبت ولا تزال تترتب عليه نتائج خاسرة ، فشلت في إصلاحه رغم كل الدعوات والمحاولات التي بذلتها حسب طاقتي وفهمي )
( إنه ليؤسفني ، ضياع وتعطيل الكفاءات ، وكثير منها أفضل مني ، وكان الواجب ولا يزال تجميعها وتوظيفها ، وأنا أعلم شوقها واستعدادها لذلك ، ولكن لا حيلة لمن لا حيلة له ، فمن سيقوم بذلك ؟ ومتى ؟ وكيف ؟ لا أعلم !! وإني لأقدر بأن تجميعها وتوظيفها يخلق المعجزات ، وهو ممكن ، فمتى ؟ وكيف ؟ ومن سيحقق المنى .. وهو قادر عليه ؟ فتلك مسئوليته ، وهو أعلم بتكليفه )
أعوذ بالله السميع العليم من شر نفسي و من سوء عملي و من شر الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحبة .. أيها الأخوة والأخوات في الله :
الحمد لله الذي جمع بيني وبينكم على الأخوة والمحبة في الله ، وطاعة أمره جل جلاله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قال تعالى : ( والعصر ، إن الإنسان لفي خسر ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) صدق الله العلي العظيم .
أيها الأحبة في الله :
إن الوضع السياسي والعام في بلدنا الحبيب البحرين اليوم ، لحساس وحرج جدا ، وإنه لينذرنا بمستقبل يثقل كواهل الرجال والنساء المخلصين ، ويحتاج منا أكثر ما يحتاج ، إلى التوازن والوعي العميق ، والعزم والإرادة الصلبة التي لا تقهر ، وعدم التردد في العمل المسئول ، الذي يحفظ حقوق المواطنين ، كل المواطنين لهذا الجيل والأجيال القادمة . نعم .. إن الأيام القادمة أيام عمل وبصيرة ، أيام إخلاص وروية وشجاعة ، وإن الوضع الراهن في البحرين ، لا يتسع للآراء الفردية ، والمرتجلة ، والطائشة ، والعمياء ، وإنه ليضيق بالذوات النرجسية التي تضيق بالآخرين ، وتؤمله النفوس المرتجفة والمترددة ، والنفوس الضعيفة والانتهازية ، التي تريد أن تأكل وتشرب ، وتجني بدون أي عمل أو تضحيات ، والنفوس القاصرة والطائشة ، التي تعمل بغير وعي أو بصيرة ، ولا تسمع للآخرين .
أيها الأحبة في الله :
إن المشكلة عندنا في التيار : أننا لم نوجد حتى الآن ، رغم الإيمان والمحاولات المتكررة ، أرضية وآليات صحيحة للعمل الجماعي الصحيح ، على مستوى التيار غير المؤسسات ، مما أدى إلى الجمود في الحركة ، والتخبط في الآراء والمواقف ، والارتباك ، ثم التراجع في وضع التيار ، نعم لقد تراجع وضع التيار ، ولازال يتراجع مع الأيام ، في هذا الزمن العصيب !! فالتيار حسب تقديري وتقدير الكثيرين غيري ، غير قادر بعلله الراهنة على التقدم للأمام ، رغم إمكانياته الهائلة ، وكفاءاته الكبيرة ، العالية والمتنوعة ، التي لو فعلت لخلقت المعجزات ، ولكنها للأسف معطلة وضائعة ، بل التيار بعلله الراهنة ، غير قادر على المحافظة على مصالحه ومكتسباته الحيوية ، بل غير قادر على أن يحمي نفسه من هجمات الأعداء المتكالبين ومكرهم ، وهذا ما نراه بأم أعيننا كل يوم . وأنا وأمثالي ، ممن يوصفون بالرموز ، ويقال عنهم ، وينظر إليهم ، على أنهم قيادات ، هم قيادات غير فاعلة ، فهم غير قادرين على فعل شيء ذي قيمة أو ذي بال ، فهم كالمعلقين بين السماء والأرض ، فلا هم مرفوعين إلى السماء ، ولا هم واقفين أو مستقرين على الأرض ، مما يجعلهم من الناحية الفعلية ، غير قادرين على الفعل القيادي ، أو الفعل الجماهيري الشعبي ، كغيرهم من أبناء التيار المخلصين الأوفياء ، وهم من جهة تحملهم لمسئولية ما يحدث ، كالمصلوب الذي يرمى بالفحم الأسود ، إنهم يحملون مسئولية ما يحدث ، بينما هم من الناحية الفعلية ، في وضع معطلة فيه آراؤهم وأدوارهم ، وهذا وضع خاطئ وخطير يجب تجاوزه : إذ كيف يعقل ، تعطيل الكفاءات المخلصة ، في هذا الزمن العصيب ؟! وكيف يعقل أن يتحمل شخص مسئولية أمر لا إرادة له فيه ؟! .
لذا فإني ، ومن منطلق عقلي موضوعي ، ومنطلق الصدق والأمانة ، وبدافع تصحيح الأوضاع ، ووضع الأمور في مكانها : أعلن لكم ، بأن دوري في العمل سيكون كأحدكم من خلال المؤسسات ، وفق نظمها وآليات عملها ، وعلى مستوى التيار ، فإني لا أجد لنفسي من الناحية الفعلية ، دورا أكثر من أن أكون كأحدكم . ولا يفهمن أحد ، بأني أتباكى أو أطلب مركزا قياديا أو زعامة ، فهذا كله خارج الاعتبار ، والله وحده هو الشاهد على ذلك ، وإنما أطلب تصحيح الأوضاع ، ووضع الأشياء في مكانها ، من أجل مصلحة التيار ، وتحقيق أهدافه النبيلة السامية ، التي فيها رضا الرب سبحانه وتعالى ، والنجاة والفوز للعباد في الدنيا والآخرة ، بعيدا عن الذات ونوازعها الشيطانية البغيضة ، وإني سألتزم كأحدكم ، بما يجب علي الالتزام به تجاه التيار وقياداته ، وسأبذل وسعي في عمل ما يجب علي عمله ، وسأبقى أتحمل مسئولياتي كاملة ، بدون ضعف أو كلل ، وسأعبر عن آرائي كواحد من أبناء التيار له رأيه ، فيما يجوز أو يحق لي التعبير عنه ، من خلال خطبة يوم الجمعة ، ورعاية اللقاء المفتوح المبارك ، في يوم الاثنين ليلة الثلاثاء من كل أسبوع ، ومن خلال المشاركة في الفعاليات المتنوعة على الساحة ، التي يتاح لي المشاركة فيها ، ومن خلال القنوات المشروعة الأخرى . أما آراء التيار ومواقفه ، فعليكم أن تتلقوها من رموز التيار وقياداته الكبيرة ، المتصدية للقيادة ، وبمثل هذه الموازنة يستطيع التيار ومؤسساته ، أن يحفظ لأبنائه حقهم في التعبير عن آرائهم ، بدون أن يأثر ذلك على وحدة صفه ، وهو المطلوب . أي أن نحافظ على الرأي .. والرأي الآخر ، في داخل التيار ومؤسساته ، وفق آليات محددة واضحة ، يجيدها الجميع ، فالاختلاف في الرأي لا يعني التصدع والانقسام ، إلا عند البسطاء وقليلي الخبرة ، وهو خلاف مصلحة التيار ومؤسساته ورسوخهما .
أيها الأحبة في الله :
إن جاز أن أرشدكم إلى شيء في هذه الساعة ، وفي هذه الحالة التي نحن فيها ، فإني أرشدكم إلى التمسك بالرموز العلمائية الكبيرة ، التي تثقون فيها ، والذين امتحنتم إخلاصهم وكفاءتهم ، والذين ينبغي عليهم من أجل إصلاح شؤونهم وشؤون الآخرين ، نظم أمرهم في أنفسهم ، وفيما بينهم وبين بعضهم البعض ، وفيما بينهم وبين الناس . كما أرشدكم إلى التمسك بمؤسسات التيار الفاعلة في الساحة في المجالات المختلفة ، التي تثبت إخلاصها وكفاءتها ، وعليكم تقديم مختلف أشكال الدعم والمساندة إليها ، مع التأكيد هنا على ضرورة وضع آليات التنسيق في العمل واتخاذ القرارات بين الرموز والمؤسسات ، لكي لا تتعدد دوائر اتخاذ القرارات ، مما يؤدي إلى الارتباك والتشوش ، ويؤدي بالتالي إلى التشتت والتقسيم ، وبالتالي فشل التيار في تحقيق أهدافه ، التي ضحى أبناؤه ولازالوا يضحون من أجلها ، وهذا التمسك بالرموز ومؤسسات التيار ، ووضع آليات العمل والتنسيق بينهما هو الطريق الصحيح والأفضل ، الذي يجب علينا سلوكه حسب تقديري ، وسأكون كأحدكم في ذلك ، وسأبقى أمارس دوري ، وأتحمل مسئولياتي كاملة ، ولن أتخلف عن أي عمل في وسعي عمله ، ولن أبخل بأي شيء أملكه ، في سبيل خدمة ديني ووطني وإخواني .
أيها الأحبة في الله :
إنني أرى ضرورة إبراز الدور الواضح للقيادة ، والقضاء المبرم ، على الحالات المموهة لأدوار القيادة وحلقاتها ، وإن الخطوة التي اتخذتها ، لتصب في هذا الاتجاه ، وتوحيد القيادة بما أملك ، نعم توحيد القيادة ، ولو أملك بعد الدعوات والمحاولات أكثر من هذا لبذلته .
أيها الأحبة في الله :
إن الخطوة أو الموقف الذي اتخذته ، والكلام الذي سمعتموه الآن ، لا تحسبوهما انعزالا ، أو انسحابا من الساحة ، أو تخليا عن مسئولية واقعية أملك القدرة أو الإرادة على تحملها ، فإن الأمر لم يكن ولن يكون كذلك ، لأني كما قلت : سأبقى أمارس دوري الطبيعي الواجب عليَّ لعبه كاملا ، وأتحمل مسئولياتي الواجب عليّّ تحملها كاملة ، ولن أكون سلبيا فيما يجب علي القيام به ، ولن أتخلف عن أي عمل يجب عليَّ عمله ، ولن أبخل بأي شيء أملكه ، حتى الروح فهي مبذولة في سبيل ديني ووطني وإخواني !! وإنما الكلام والموقف : هما الكشف عن الواقع وإن كان مؤلما من أجل تصحيحه ، وعن الحجم الواقعي غير المنفوش للنفس ، وعن الموقع الطبيعي المناسب الذي ينبغي أن أشغله ، وتصحيحا للوضع المموه الخاطئ الذي كنت فيه ، وتوضيحا لحجم ومساحة المسئولية الفعلية التي أملك مفاتيحها بيدي ، كل ذلك لكي أملك القدرة والإرادة لعمل ما يجب عليَّ عمله . وإنه ليس من المعقول : أن يستمر شخص في وضع خاطئ ، تترتب عليه نتائج سلبية خاسرة ، ويتحمل مسئولية ذلك بدون جدوى ، وهو قادر على أن يرحم نفسه والآخرين ، ولا يفهم من هذا الموقف والكلام : أنهما احتجاجا على قرار معين ، أو موقف معين ، لأحد أو جهة معينة ، وإنما هو خروج اضطراري ، من وضع خاطئ قديم ، تترتبت ولا تزال تترتب عليه نتائج خاسرة ، فشلت في إصلاحه رغم كل الدعوات والمحاولات التي بذلتها حسب طاقتي وفهمي .
أيها الأحبة في الله :
إنني أؤكد إليكم : بأنني سأبقى معكم فاعلا ، وسأمارس دوري كاملا غير منقوص ، لن ينقص منه شيء ، ولن يكون دوري بالأمس أكبر من دوري اليوم وغدا ، أبدا لن يكون كذلك ، وسأقدم كل ما أستطيع تقديمه ، من أجل ديني ووطني ، ومن أجلكم ، وكل ما في الأمر : أن ذلك كله سيكون من خلال الوضع الصحيح غير الخاطئ ، والموقع الطبيعي المناسب غير المموه ، والحجم الواقعي غير المنفوش ، والمسئولية الفعلية التي أملك مفاتيحها بيدي ، لا المسئولية الوهمية التي لا أملك مفاتيحها ، ولا أملك الإرادة والقدرة عليها ، هذه حقيقة الكلام والموقف ، ليس أكثر ولا أقل . وإنه ليؤسفني ، ضياع وتعطيل الكفاءات ، وكثير منها أفضل مني ، وكان الواجب ولا يزال تجميعها وتوظيفها ، وأنا أعلم شوقها واستعدادها لذلك ، ولكن لا حيلة لمن لا حيلة له ، فمن سيقوم بذلك ؟ ومتى ؟ وكيف ؟ لا أعلم !! وإني لأقدر بأن تجميعها وتوظيفها يخلق المعجزات ، وهو ممكن ، فمتى ؟ وكيف ؟ ومن سيحقق المنى .. وهو قادر عليه ؟ فتلك مسئوليته ، وهو أعلم بتكليفه .
وفي الختام : العزة والمجد لله ولرسوله وللمؤمنين ، والهوان والهزيمة لأعدائهم من الكافرين والمنافقين أجمعين . آمين رب العالمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بتاريخ 30 ذي الحجة 1422 هـ الموافق 15 / 3 / 2002 م
في مسجد الشيخ خلف في قرية النويدرات